By
sara2joy
جلس الفيلسوف وسط الجمع و بدأ تعليمه قال :إنّ
هبات الله هدايا يضعها في علب و يغلّفها و يرسلها .
بعضها جميل الشكل متعة للنظر و قرّة للعين ما إن يراها الإنسان حتى يُسبّح ربّه و يشكره من كلّ قلبه على عطاياه . و بعضها مغلّف بورق عاديّ جداً فلا يعيرها الإنسان انتباهاً خاصاً ، ويعدها أمراً بديهياً عادياً. و بعضها شكله ليس جميل . فالغلاف تمزّق في أثناء النقل، واتّسخت العلبة بالوحل . فيرفضها الإنسان ولا يحاول حتى معرفة ما في داخلها. وفي بعض الأحيان ، يتذمر لأنّ حظّه أقل من الآخرين ، وأنّ الله يفضّل غيره عليه.
تذكّروا أيها الناس أنّ الغلاف ليس الهديّة . وأنّ جوهر الأمور يختلف تمام الاختلاف عن ظاهرها. من الهدايا ما يُفتح بسهولة . يتمتع بها المرء لكنّه سرعان ما ينساها. ومنها ما يصعب فتحه . فيحتاج الانسان عندئد إلى من يساعده .و بعد العناء ، يفرح بما تحويه العلبة أيما فرح . لن ينسى الإنسان تلك الهديّة. وإن نسيها بعد زمن طويل ، يظل يتذكر الجهد الذي بذله للوصول إليها .
ومن الهدايا ما لا يفتح الإنسان علبها. ربما لأنّه خائف ، أو لأنّه لا يجد من يساعده . أو لأنّه يخشى خيبة الأمل . ففي كثير من الأحيان ، نفرض على الله أن يرسل لنا الهدية التي نريدها ، ولانثق بحسن اختياره . نخاف إن أهدانا شيئاً ، تُحدث الهدية فينا تحولاً لا نريده و لا نرغبه لأنّه يخالف نزواتنا، ويعاكس ميول الأنانيّة والكبرياء فينا . اعلم أيها الإنسان، أنّ أثمن الهدايا هي أصعبها فتحاً.
و صمت الفيلسوف برهة، فجعل الناس يتساء لون فيما بينهم عن معنى كلامه. ما هي الهدايا التي نالوها من الله. أتراها الصحة أم العمل أم الأسرة أم الذكاء ...؟ وتابع الفيلسوف كلامه و قال : الإنسان هدّية لنفسه . لكنّه قلّما فتح العلبة ونظر إلى ما في داخلها . ربما خاف من فعل ذلك ، أو أنّه لم يقبل قط ذاته كما هي ، أو لم يتخيّل في داخل العلبة شيئاً آخر غير ما يتصوّره .
يحكم على نفسه من الخارج ، ويحاول في بعض الأحيان تنميق المظهر عبثاً ولا يكترث بالجوهر . الإنسان هديّة لغيره . لكنّه قلّما رضي بأن يكون إنساناً لأجل الآخرين. إنّه يمنعهم عن فتح العلبة لينظروا إلى الجوهر، ويهتم بتنميق الغلاف خوفاً من أن لا تعجبهم الهديّة التي بالداخل . وفي بعض الأحيان ، يتلقّى الآخرين هديّةً ويستأثر بهم لنفسه . وأنت يا عزيزي ، كيف تتعامل مع هديّتك و مع هدايا الآخرين
sara2joy
جلس الفيلسوف وسط الجمع و بدأ تعليمه قال :إنّ
هبات الله هدايا يضعها في علب و يغلّفها و يرسلها .
بعضها جميل الشكل متعة للنظر و قرّة للعين ما إن يراها الإنسان حتى يُسبّح ربّه و يشكره من كلّ قلبه على عطاياه . و بعضها مغلّف بورق عاديّ جداً فلا يعيرها الإنسان انتباهاً خاصاً ، ويعدها أمراً بديهياً عادياً. و بعضها شكله ليس جميل . فالغلاف تمزّق في أثناء النقل، واتّسخت العلبة بالوحل . فيرفضها الإنسان ولا يحاول حتى معرفة ما في داخلها. وفي بعض الأحيان ، يتذمر لأنّ حظّه أقل من الآخرين ، وأنّ الله يفضّل غيره عليه.
تذكّروا أيها الناس أنّ الغلاف ليس الهديّة . وأنّ جوهر الأمور يختلف تمام الاختلاف عن ظاهرها. من الهدايا ما يُفتح بسهولة . يتمتع بها المرء لكنّه سرعان ما ينساها. ومنها ما يصعب فتحه . فيحتاج الانسان عندئد إلى من يساعده .و بعد العناء ، يفرح بما تحويه العلبة أيما فرح . لن ينسى الإنسان تلك الهديّة. وإن نسيها بعد زمن طويل ، يظل يتذكر الجهد الذي بذله للوصول إليها .
ومن الهدايا ما لا يفتح الإنسان علبها. ربما لأنّه خائف ، أو لأنّه لا يجد من يساعده . أو لأنّه يخشى خيبة الأمل . ففي كثير من الأحيان ، نفرض على الله أن يرسل لنا الهدية التي نريدها ، ولانثق بحسن اختياره . نخاف إن أهدانا شيئاً ، تُحدث الهدية فينا تحولاً لا نريده و لا نرغبه لأنّه يخالف نزواتنا، ويعاكس ميول الأنانيّة والكبرياء فينا . اعلم أيها الإنسان، أنّ أثمن الهدايا هي أصعبها فتحاً.
و صمت الفيلسوف برهة، فجعل الناس يتساء لون فيما بينهم عن معنى كلامه. ما هي الهدايا التي نالوها من الله. أتراها الصحة أم العمل أم الأسرة أم الذكاء ...؟ وتابع الفيلسوف كلامه و قال : الإنسان هدّية لنفسه . لكنّه قلّما فتح العلبة ونظر إلى ما في داخلها . ربما خاف من فعل ذلك ، أو أنّه لم يقبل قط ذاته كما هي ، أو لم يتخيّل في داخل العلبة شيئاً آخر غير ما يتصوّره .
يحكم على نفسه من الخارج ، ويحاول في بعض الأحيان تنميق المظهر عبثاً ولا يكترث بالجوهر . الإنسان هديّة لغيره . لكنّه قلّما رضي بأن يكون إنساناً لأجل الآخرين. إنّه يمنعهم عن فتح العلبة لينظروا إلى الجوهر، ويهتم بتنميق الغلاف خوفاً من أن لا تعجبهم الهديّة التي بالداخل . وفي بعض الأحيان ، يتلقّى الآخرين هديّةً ويستأثر بهم لنفسه . وأنت يا عزيزي ، كيف تتعامل مع هديّتك و مع هدايا الآخرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق