Tony Maher
كتب : عماد حنا | |
رسم أحد رسامي الكريكاتير حواراً بين شاب وأمه، وذلك تعليقاً على الأحداث الحالية، وذلك كعادة المصريين من السخرية بكل المشاكل التي تحيط بهم، فكان ذلك الحوار - أنا ذاهب للكنيسة، لأحتفل بالميلاد - هل لبست الزي المناسب؟ - بالتأكيد، ها هي ملابس العيد التي اشتريتها. - لم تعد هذه الملابس صالحة، البس هذه. - ما هذه؟ - هي سترة عبارة عن واق ضد الرصاص هل سنضحك من هذه النكتة؟! في الواقع أنها ليست نكته مضحكة، بل لقد بكت عيوننا على أولاد المسيح الذين تم قتلهم غدرا في نجع حمادي، وكانت التساؤلات التي تراودني هي: (( يا رب لماذا؟ )) شباب في عمر الزهور كل خطيئتهم أنهم ذهبوا ليحتفلوا بميلاد المخلص، لتحصدهم رصاصات الغدر دون تفرقة، يارب لماذا؟ وعندما قلت هذه العبارة في الحال، تذكرت رجل الله أيوب الصابر الذي قال هذه الكلمة ولم يجد جواباً، إلا أنه هو الرب المسيطر والمهيمن على كل هذه الأمور، ولكن لن تمر هذه الحوادث بدون أن نتعلم منها، فكل ما صنع، فهو لأجل تعليمنا. وبعبارات بسيطة وجدت بعض الخواطر غير المترابطة راودتني وأنا أفكر في هذه الأمور، وسأشاركها معكم، ربما تكون هذه الأمور سبباً تغيير لسلوكيات الكثيرين منا، فيكون هؤلاء الذين فقدناهم قد ماتوا بسبب، مثل مسيحنا البار الذي مات لنعيش نحن أولادا لمن أحبنا. · نحوك أعيننا في الحقيقة أن من أهم فوائد الاضطهاد في الكنيسة، انها تجعلها تثبت أنظارها نحو المسيح، لذلك ونحن في هذا العصر الذي يمكن أن نسميه عصر الاضطهاد الجديد، لنتعود أن يكون الله هو ملجأنا الوحيد، لنثبت أنظارنا عليه، فهو ملجأنا وهو مصدر ثقتنا الوحيد. · الاضطهاد بالنسبة للرسل كان يعطي فرحاً وتسبيحاً. في سفر الأعمال رأينا رد فعل الرسل بعد أن اضطهدوا، فرأينا بطرس ويوحنا مسبحين ومهللين لأنهم حُسِبوا مستأهلين أن يهانوا لأجل السيد، وعندما كان بولس وسيلا في السجن رأينا التسبيح الذي هز أركان السجن، فالاضطهاد يخلق الفرح لأجل المسيح. · جالوا مبشرين بالكلمة: وقت اضطهاد الكنيسة الاولى ماذا حدث؟، يخبرنا الكتاب أنهم جالوا مبشرين بالكلمة. لنعلن بدون خوف عن محبة فادينا، نعلنها بحكمة وجراءة، حتى ولو بمشاركة علاقتنا البسيطة مع الهنا ومقدار محبته لنا. · لماذا تلطمني؟. دائما نتذكر وصية المسيح لنا، من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً، ولكننا يجب أن نفعل هذا بفهم ووعي، ونحاسب الآخر قائلين ما قاله المسيح لمن لطمه بغير حق: ((لماذا تلطمني؟)) · أرفع شكواي إلى قيصر. هذا ما فعله بولس الرسول، فمن الإيمان أن نثبت أنظارنا نحو الله، ولكن أيضا علينا أن نلجأ لكل الوسائل القانونية لحمايتنا وحماية حقوقنا، ولابد أن يكون لنا الإيمان المتوازن، بين الثقة والرجاء في المسيح، وبين طلب الحماية والدفاع عن الحقوق. · الشيطان جاء لكي يغربلكم كالحنطة . نسمع في هذه الآونة عن خروج بعض المسيحيين عن الإيمان، ومن نتائج الاضطهاد السريعة هو الغربلة، إذ يهرب الضعفاء من المعركة، وهذا لا يجعلنا نحزن، ولكن علينا مسؤولية تجاه المسيحيين بالاسم، أن يعرفوا مسيحنا حق المعرفة فلا يخسروا حياتهم الأبدية. · المعادلة الصعبة: "مضطهَدين" إذاً الشيطان يعمل ضدكم وبالتالي أنتم مشكلة بالنسبة للشيطان. ثق أن الكنيسة حالياً في وضع جيد، طالما هناك اضطهاد، إذاً فهناك ركب منحنية. لنتعلم من هؤلاء المؤمنين كيف نسجد لخالقنا ونرتمي في حضنه، حتى ولو أثار هذا فزع الشيطان، ولكن ثقوا في من سحق الشيطان. · لنتوحد في المسيح يسوع. انشغلنا كثيرا بطائفية بغيضة، وتعلمنا من الآخرين تكفير بعضنا البعض، لنتجه بأعيننا إلى السماء حيث المسيح جالس، فيوحد صفوفنا ويعطينا المحبة تجاه بعضنا البعض · من جديد: نحوك أعيننا. نحوك أعيننا يارب نقول مع معلمنا داود معك لا أريد شيئا على الأرض نثق فيك وأنك قوي على كل قوي وأنك أيضا تحبنا فتسمح بكل هذا لتذكية إيماننا دربنا ان نلتصق بك ونعطيك المجد والإكرام وألا ننشغل بأي أمور عالمية بل لنجعل كل ثقتنا وعيوننا نحوك يا إلهنا آمين.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق