جريدة الأهرام 3 /10 / 2007 م السنة 132 العدد 44130 عن مقالة بعنوان [ رأس السنة القبطية.. عيد مصري قديم ] بقلم : د. مينا بديع عبدالملك - كلية الهندسة ـ جامعة الإسكندرية
احتفل المصريون عامة, وأقباط مصر بصفة خاصة يوم الاربعاء12 سبتمبر الماضي بعيد رأس السنة المصرية أو السنة القبطية والذي يطلق عليه عيد النيروز
وكلمة نيروز ليست كلمة فارسية ـ كما يظن البعض خطأ ـ بل هي كلمة مصرية قديمة اصلها نياروز وهي اختصار لجملة نيارو ـ ازمو ـ أروؤو أي( بارك مياه الانهار),
وبذلك يكون معني العيد هو: عيد بركة الانهار, والمقصود بها النيل وروافده.
فمنذ أكثر من5000 سنة, وقبل أن تظهر أية مدينة أخري علي وجه الارض, استطاع المصريون ان يضعوا مقياسا للزمن والذي يعد من أدق المقاييس. وضعه الرجل العظيم توت ـ لذلك يطلق في بعض الأحيان علي هذه السنة المصرية اسم السنة التوتية ويعتقد ان توت ينتمي الي مدينة الاشمونين, وقد كرم المصريون توت ودعوه رب العلم والقلم وكلمة رب تعني سيد ولا تعني إله ولهذا قال المؤرخ الإغريقي هيرودوت(484 ـ406 ق. م) والملقب بأبي التاريخ: وأما ما يتعلق بأمور البشر فالجميع علي اتفاق فيه وهو ان المصريين اول من ابدع حساب السنة وقسموها إلي أثني عشر قسما بحسب ما كان لهم من علم النجوم..
وقد وضع توت اساس تقويمه عندما لاحظ ان نجم الشعري اليمانية او سيريوس أكثر نجوم القطب الأكبر إنارة, كما أنه أكثر إنارة من الثوابت جميعها, تشرق وتغرب مقارنة بالشمس في ابتداء زمان الفيضان النيلي الذي عليه تتوقف حياة المصريين وثروتهم, فجعل هذا الزمان بداية السنة المصرية. واعترافا من المصريين بفضل هذا الرجل النابغة, فقد اطلقوا علي الشهر الاول من السنة المصرية اسم توت وكانت مدينة الاشمونين تحتفل برأس السنة المصرية( القبطية) طوال الشهر تكريما له واعترافا بفضله واعتزازا انه أحد أبنائها. وتدور آلاف السنين وبنظرة ثاقبة من قداسة البابا شنودة الثالث يقوم في عام1986 بإقامة أحد علماء اللغة القبطية( المصرية القديمة) اسقفا علي كرسي الاشمونين وملوي وهو الانبا ديمتريوس الذي يجيد اللغة قراءة وكتابة ومحادثة, فأحيا بذلك لغة تعد المرحلة الرابعة من مراحل تطور اللغة المصرية القديمة.
كان من مظاهر احتفال المصريين برأس السنة أو( إكليل السنة) كما يسمي في اللغة المصرية, ان الملك ـ أو من ينوب عنه ـ كان يتصدر هذه الاحتفالات
, ليس فقط لانه كان عيدا قوميا اصيلا يشترك فيه الجميع, ولكن ايضا لان الكهنة قد ألبسوه حلة دينية بتأليه النيل الذي يفيض علي مصر بالخيرات والوجود, بالإضافة إلي أنه هيأ للمدينة أن تظهر لاول مرة علي وجه الارض. من قصص النيل المجيد ـ التي سجلها إميل لودفيج في كتابه النيل حياة نهر ـ أن أحد الفراعنة عندما أراد ان يصف حكمه بالمجد الذي هو أحد عناصر الخلود صرح قائلا: يمكن للناس ان يقولوا عني ذات يوم انني كنت نيلا
ومن أجل الاحتفال برأس السنة المصرية شيد المصريون معابد خاصة, ومن اشهر هذه المعابد التي مازالت باقية حتي الآن كوثيقة تاريخية تشهد بروعة هذا الاحتفال, معبد دندرة الذي شرع في إقامته بطليموس الثالث عشر(47 ـ43 ق.م) ليتقرب الي المصريين, وتم بناؤه في عهد طيباريوس قيصر(14 ـ37 م), ويحتوي بداخله علي اثني عشر عمودا ضخما يمثل كل عمود فيها شهرا من اشهر السنة. وفي عام1822 م نقل من هذا المعبد الي باريس الحجر الشهير الفريد المنقوشة عليه الابراج الفلكية والذي اودع وقتها بالمكتبة الاهلية هناك.
وبعدما دخلت المسيحية مصر علي يد القديس مصر عام64 م, حافظ المصريون جميعهم علي الاحتفال بهذا العيد باعتباره اساسا عيدا قوميا لا دينيا, وكان الجميع يتبادلون فيه الزيارات, بالاضافة إلي أنهم كانوا يحرصون علي الذهاب الي المعابد او الكنائس لتقديم الشكر علي وصولهم لبدء العام الجديد سالمين.
وكانت الدولة الرومانية الوثنية الحاكمة لا تتعرض للاحتفال بهذا اليوم للمسيحيين باعتباره عيدا وطنيا وليس دينيا, فالتقويم ليس من وضع الاديان بل من وضع علماء الفلك
, إلا ان الدولة الرومانية ظلت تضطهد المسيحيين طوال القرون الاربعة الاولي حتي إن اكثر شهداء الاقباط استشهدوا في عصور ثلاثة من الاباطرة اضطهدوا المسيحية في مصر بنوع خاص, وهم سبتيموس ساويرس(193 ـ211 م), وديكيوس249 ـ251 م), ودقلديانوس(284 ـ305 م) لكن الاخير كان أشدهم ضرواة.
وبعد ففي هذه الذكري, ذكري الشهداء.. بدء العام القبطي الجديد1724, يحق لنا ان نحني الرأس إكراما وإجلالا لذكري كل الشهداء, علي مدي التاريخ المصري العريق.
*************************************
***********************
النيروز أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة ...و قد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية (ني - يارؤو) = الأنهار و ذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد أكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر..
و لما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني و أنطونيوس ) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية ..
و لأرتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء باللم فصارت نيلوس و منها أشتق العرب لفظة النيل العربية ..
أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد (ني = جديد , روز= يوم ) و هو عيد الربيع عند الفرس و منه جاء الخلط من العرب
و يقول الأنبا لوكاس المتنيح أسقف منفلوط ..أن النيروز أختصار (نيارو أزمو رووؤو) و هو قرار شعري أيتهالي للخالق لمباركة الأنهار ..
(لاحظ كلمة أزمو التي نستخدمها في التسابيح القبطية مثل الهوس الثالث وتعني سبحوا أو باركوا)
و عوضا عن كتابة القرار كامل بنصه أختصروا إلي كلمة واحدة توضع فوقها خط لتوحي للقاريء بتكميل الجملة(مثل كلمة أبشويس القبطية )و أصبحت نياروس و معناه الكامل عيد مباركة ألأنهار..
أما توت أول شهور السنة القبطية فمشتق من الأله تحوت أله المعرفة و هو حكيم مصري عاش أيام الفرعون مينا الأول و هو مخترع الكتابة و مقسم الزمن .. و قد أختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعري اليمينية تبرق في السماء بوضوح في هذا الوقت من العام .. مما يعني أن السنة القبطية سنة نجمية و ليس شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التي أحتاجت للتعديل الغرغوري و بالتالي لم تتأثر بهذا التعديل و ذلك لأن الشمس تكبر الارض بمليون وثلث مليون مرة و الشعري اليمينية تكبر الشمس ب200مرة مما يعني أنها أكبر من الأرض ب 260 مليون مرة مما يحعل السنة النجمية أدق عند المقرنة بالشمسية ..
و مع عصر دقلديانوس أحتفظ المصريين بمواقيت و شهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين و تصفيره لحعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية= 1 قبطية =4525 توتية(فرعونية)
و من هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء .. حيث كان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم و قد أحتفظ الأقباط بهذه العادة حتي أيامنا فيما يسمونه بالطلعة ..
أن عيد النيروز هو أقد عيد لأقدم أمة ..
حارب فيه شهدائنا الظلم و ضحوا بنفوسهم لأجل من أحبهم و لكن ياتري ما هم فاعلين في زمن حول الشيطان حربه ألي حرب داخلية دفاعا عن القيم الروحية بين الأنسان و نفسه و حرب خارجية أشد هوادة متمثلة في المعاناة التي يعيشها المواطن المصري و أهمها أن يشعر أنه غريبا في و طنه ..
المراجع::
عيد النيروز أقدم عيد لأقدم أمة ..للأغنسطس نبيل فاروق - مراجعة و تقديم الأنبا متاؤس
إذا عدنا إلي أول سجل تاريخي موثق فعليا نقل لنا مظاهر الاحتفال الشعبي ببداية السنة الجديدة بتسلسل واضح فنجده في مجموعة الصور والمناظر النادرة التي سجلها بنفسه الأمير قن آمون علي جدران مقبرته الخاصة قبل وفاته. فيتكون الحفل من عدة فقرات تبدأ بتقديم هذا الأمير لبعض الهدايا الثمينة للملك, ومع إشراقة العام الجديد يتبادل عامة الشعب الهدايا الرمزية والقبلات والتمنيات, ثم تأتي فقرة العشاء الفاخر والحلوي المعدة خصيصا لاحتفالات رأس السنة, لينتهي الحفل الساهر الذي يمتد حتي صباح اليوم الجديد بالموسيقي والغناء. حيث يتمايل الجميع علي أنغام المطربين.. فهذا عازف القيثارة يردد قائلا:
اتبع قلبك طالما كنت علي قيد الحياة
وهيئ لنفسك السعادة أطول وقت
تقضيه علي سطح الأرض..
لا تستهلك قلبك إلي أن يوافيك
اليوم الذي لا ينفع فيه التوسل..
ويردد نفرحنب أشهر عازفي القيثارة في أيام حضارة نقادة الثانية قبل أيام الأسرة الأولي الفرعونية بعض الجمل والحقائق اللحنية اخترنا منها الفقرات الآتية:
تخل عن كافة الآلام والهموم
ولا تفكر إلا في المعبود
حتي يجئ اليوم الموعود
للرحيل إلي أرض السكون
اجعل هذا اليوم سعيدا
اتبع قلبك طالما أنك حي
واعط الخبز لمن لا مأوي له
حتي تكتسب طيب السمعة
تخيل اليوم الذي يقودونك فيه
إلي حيث يختلط الناس من كافة الأجناس
ولا يوجد إنسان قط أخذ أمواله معه
ولن يستطيع العودة إلي الحياة
احتفل المصريون عامة, وأقباط مصر بصفة خاصة يوم الاربعاء12 سبتمبر الماضي بعيد رأس السنة المصرية أو السنة القبطية والذي يطلق عليه عيد النيروز
وكلمة نيروز ليست كلمة فارسية ـ كما يظن البعض خطأ ـ بل هي كلمة مصرية قديمة اصلها نياروز وهي اختصار لجملة نيارو ـ ازمو ـ أروؤو أي( بارك مياه الانهار),
وبذلك يكون معني العيد هو: عيد بركة الانهار, والمقصود بها النيل وروافده.
فمنذ أكثر من5000 سنة, وقبل أن تظهر أية مدينة أخري علي وجه الارض, استطاع المصريون ان يضعوا مقياسا للزمن والذي يعد من أدق المقاييس. وضعه الرجل العظيم توت ـ لذلك يطلق في بعض الأحيان علي هذه السنة المصرية اسم السنة التوتية ويعتقد ان توت ينتمي الي مدينة الاشمونين, وقد كرم المصريون توت ودعوه رب العلم والقلم وكلمة رب تعني سيد ولا تعني إله ولهذا قال المؤرخ الإغريقي هيرودوت(484 ـ406 ق. م) والملقب بأبي التاريخ: وأما ما يتعلق بأمور البشر فالجميع علي اتفاق فيه وهو ان المصريين اول من ابدع حساب السنة وقسموها إلي أثني عشر قسما بحسب ما كان لهم من علم النجوم..
وقد وضع توت اساس تقويمه عندما لاحظ ان نجم الشعري اليمانية او سيريوس أكثر نجوم القطب الأكبر إنارة, كما أنه أكثر إنارة من الثوابت جميعها, تشرق وتغرب مقارنة بالشمس في ابتداء زمان الفيضان النيلي الذي عليه تتوقف حياة المصريين وثروتهم, فجعل هذا الزمان بداية السنة المصرية. واعترافا من المصريين بفضل هذا الرجل النابغة, فقد اطلقوا علي الشهر الاول من السنة المصرية اسم توت وكانت مدينة الاشمونين تحتفل برأس السنة المصرية( القبطية) طوال الشهر تكريما له واعترافا بفضله واعتزازا انه أحد أبنائها. وتدور آلاف السنين وبنظرة ثاقبة من قداسة البابا شنودة الثالث يقوم في عام1986 بإقامة أحد علماء اللغة القبطية( المصرية القديمة) اسقفا علي كرسي الاشمونين وملوي وهو الانبا ديمتريوس الذي يجيد اللغة قراءة وكتابة ومحادثة, فأحيا بذلك لغة تعد المرحلة الرابعة من مراحل تطور اللغة المصرية القديمة.
كان من مظاهر احتفال المصريين برأس السنة أو( إكليل السنة) كما يسمي في اللغة المصرية, ان الملك ـ أو من ينوب عنه ـ كان يتصدر هذه الاحتفالات
, ليس فقط لانه كان عيدا قوميا اصيلا يشترك فيه الجميع, ولكن ايضا لان الكهنة قد ألبسوه حلة دينية بتأليه النيل الذي يفيض علي مصر بالخيرات والوجود, بالإضافة إلي أنه هيأ للمدينة أن تظهر لاول مرة علي وجه الارض. من قصص النيل المجيد ـ التي سجلها إميل لودفيج في كتابه النيل حياة نهر ـ أن أحد الفراعنة عندما أراد ان يصف حكمه بالمجد الذي هو أحد عناصر الخلود صرح قائلا: يمكن للناس ان يقولوا عني ذات يوم انني كنت نيلا
ومن أجل الاحتفال برأس السنة المصرية شيد المصريون معابد خاصة, ومن اشهر هذه المعابد التي مازالت باقية حتي الآن كوثيقة تاريخية تشهد بروعة هذا الاحتفال, معبد دندرة الذي شرع في إقامته بطليموس الثالث عشر(47 ـ43 ق.م) ليتقرب الي المصريين, وتم بناؤه في عهد طيباريوس قيصر(14 ـ37 م), ويحتوي بداخله علي اثني عشر عمودا ضخما يمثل كل عمود فيها شهرا من اشهر السنة. وفي عام1822 م نقل من هذا المعبد الي باريس الحجر الشهير الفريد المنقوشة عليه الابراج الفلكية والذي اودع وقتها بالمكتبة الاهلية هناك.
وبعدما دخلت المسيحية مصر علي يد القديس مصر عام64 م, حافظ المصريون جميعهم علي الاحتفال بهذا العيد باعتباره اساسا عيدا قوميا لا دينيا, وكان الجميع يتبادلون فيه الزيارات, بالاضافة إلي أنهم كانوا يحرصون علي الذهاب الي المعابد او الكنائس لتقديم الشكر علي وصولهم لبدء العام الجديد سالمين.
وكانت الدولة الرومانية الوثنية الحاكمة لا تتعرض للاحتفال بهذا اليوم للمسيحيين باعتباره عيدا وطنيا وليس دينيا, فالتقويم ليس من وضع الاديان بل من وضع علماء الفلك
, إلا ان الدولة الرومانية ظلت تضطهد المسيحيين طوال القرون الاربعة الاولي حتي إن اكثر شهداء الاقباط استشهدوا في عصور ثلاثة من الاباطرة اضطهدوا المسيحية في مصر بنوع خاص, وهم سبتيموس ساويرس(193 ـ211 م), وديكيوس249 ـ251 م), ودقلديانوس(284 ـ305 م) لكن الاخير كان أشدهم ضرواة.
وبعد ففي هذه الذكري, ذكري الشهداء.. بدء العام القبطي الجديد1724, يحق لنا ان نحني الرأس إكراما وإجلالا لذكري كل الشهداء, علي مدي التاريخ المصري العريق.
*************************************
***********************
النيروز أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة ...و قد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية (ني - يارؤو) = الأنهار و ذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد أكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر..
و لما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني و أنطونيوس ) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية ..
و لأرتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء باللم فصارت نيلوس و منها أشتق العرب لفظة النيل العربية ..
أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد (ني = جديد , روز= يوم ) و هو عيد الربيع عند الفرس و منه جاء الخلط من العرب
و يقول الأنبا لوكاس المتنيح أسقف منفلوط ..أن النيروز أختصار (نيارو أزمو رووؤو) و هو قرار شعري أيتهالي للخالق لمباركة الأنهار ..
(لاحظ كلمة أزمو التي نستخدمها في التسابيح القبطية مثل الهوس الثالث وتعني سبحوا أو باركوا)
و عوضا عن كتابة القرار كامل بنصه أختصروا إلي كلمة واحدة توضع فوقها خط لتوحي للقاريء بتكميل الجملة(مثل كلمة أبشويس القبطية )و أصبحت نياروس و معناه الكامل عيد مباركة ألأنهار..
أما توت أول شهور السنة القبطية فمشتق من الأله تحوت أله المعرفة و هو حكيم مصري عاش أيام الفرعون مينا الأول و هو مخترع الكتابة و مقسم الزمن .. و قد أختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعري اليمينية تبرق في السماء بوضوح في هذا الوقت من العام .. مما يعني أن السنة القبطية سنة نجمية و ليس شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التي أحتاجت للتعديل الغرغوري و بالتالي لم تتأثر بهذا التعديل و ذلك لأن الشمس تكبر الارض بمليون وثلث مليون مرة و الشعري اليمينية تكبر الشمس ب200مرة مما يعني أنها أكبر من الأرض ب 260 مليون مرة مما يحعل السنة النجمية أدق عند المقرنة بالشمسية ..
و مع عصر دقلديانوس أحتفظ المصريين بمواقيت و شهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين و تصفيره لحعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية= 1 قبطية =4525 توتية(فرعونية)
و من هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء .. حيث كان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم و قد أحتفظ الأقباط بهذه العادة حتي أيامنا فيما يسمونه بالطلعة ..
أن عيد النيروز هو أقد عيد لأقدم أمة ..
حارب فيه شهدائنا الظلم و ضحوا بنفوسهم لأجل من أحبهم و لكن ياتري ما هم فاعلين في زمن حول الشيطان حربه ألي حرب داخلية دفاعا عن القيم الروحية بين الأنسان و نفسه و حرب خارجية أشد هوادة متمثلة في المعاناة التي يعيشها المواطن المصري و أهمها أن يشعر أنه غريبا في و طنه ..
المراجع::
عيد النيروز أقدم عيد لأقدم أمة ..للأغنسطس نبيل فاروق - مراجعة و تقديم الأنبا متاؤس
إذا عدنا إلي أول سجل تاريخي موثق فعليا نقل لنا مظاهر الاحتفال الشعبي ببداية السنة الجديدة بتسلسل واضح فنجده في مجموعة الصور والمناظر النادرة التي سجلها بنفسه الأمير قن آمون علي جدران مقبرته الخاصة قبل وفاته. فيتكون الحفل من عدة فقرات تبدأ بتقديم هذا الأمير لبعض الهدايا الثمينة للملك, ومع إشراقة العام الجديد يتبادل عامة الشعب الهدايا الرمزية والقبلات والتمنيات, ثم تأتي فقرة العشاء الفاخر والحلوي المعدة خصيصا لاحتفالات رأس السنة, لينتهي الحفل الساهر الذي يمتد حتي صباح اليوم الجديد بالموسيقي والغناء. حيث يتمايل الجميع علي أنغام المطربين.. فهذا عازف القيثارة يردد قائلا:
اتبع قلبك طالما كنت علي قيد الحياة
وهيئ لنفسك السعادة أطول وقت
تقضيه علي سطح الأرض..
لا تستهلك قلبك إلي أن يوافيك
اليوم الذي لا ينفع فيه التوسل..
ويردد نفرحنب أشهر عازفي القيثارة في أيام حضارة نقادة الثانية قبل أيام الأسرة الأولي الفرعونية بعض الجمل والحقائق اللحنية اخترنا منها الفقرات الآتية:
تخل عن كافة الآلام والهموم
ولا تفكر إلا في المعبود
حتي يجئ اليوم الموعود
للرحيل إلي أرض السكون
اجعل هذا اليوم سعيدا
اتبع قلبك طالما أنك حي
واعط الخبز لمن لا مأوي له
حتي تكتسب طيب السمعة
تخيل اليوم الذي يقودونك فيه
إلي حيث يختلط الناس من كافة الأجناس
ولا يوجد إنسان قط أخذ أمواله معه
ولن يستطيع العودة إلي الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق