السبت، 23 أكتوبر 2010

تامل

By
christian 19

كل عام ، ونحن نحتفل بذكرى اليوم الذى ولدنا فيه ،
نهتم : بأن تقف أمامنا صف من الشموع الصغيرة ، الموقدة .
شموع ذهبية حارة ، ومفعمة بالحياة .
وبعد لحظات عابرة ، نطفئها ؛ فيتبدد مجدها !
وتتبدد الإجابة عن تساؤل :
لماذا نطفئ هذه المعالم المضيئة ،
التى كانت منذ لحظات تعبّر عن سنوات مضت من عمرنا ؟! ...
.. هل لكونها :
ترمز لسنوات عمرنا ؛
فيشفق الإنسان على نفسه ،
وهو يرسل من أعماقه موجات من الهواء الدافق ،
تأخذ بناصية الشموع ،
فتتوقف عن الاحتراق ؛
فلا يرى رمز نهايته ؟!..
.. أم لأننا :
لا نريد أن نرى الأيام الماضيات :
خطاً حزيناً من شموع باردة ، وذائبة ، ومحنية ؛
فمرآها يبعث الشجن فى نفوسنا ،
ويشقينا أن نذكر نورها الأول ،
وبكل الأمل ننظر قدماً ،
وننتظر للعيد التالى ،
وشموع أخرى نوقدها ؟!..
لقد أعطينا للشموع حق التعبير عن أفراحنا ،
وحق التعبير عن سنوات عشناها ،
فلماذا لا نعطيها حق الحياة ،
حتى ولو كانت حياتها : موتها ؟!..
فموتها ، مسيرة عطاء .
وعطاؤها ، مسيرة بذل .
ولنعلم :
أنه كما لا يمكننا أن نطفئ ماضينا ،
الذى يمنح ذاكرتنا الحياة ،
والنور للمستقبل .
فلن نتمكن يوماً من كبت نور شمعة اطفأناها ؛
إذ يرتحل شعاعها ملايين السنين فى الفضاء ،
حيث يمكن أن يلتقط ، ويشاهد .
وهذا ما أثبته العلم الحديث .
وأثبته قبل ذلك ، سفر الخلود ..
القائل :
بأن الإنسان لا يملك القدرة على أن يفني شيئا ً

christian


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق