الثلاثاء، 27 يوليو 2010

قصة حياة الامير تادرس الشطبى

قصة حياة الامير تادرس الشطبى



الشهيد العظيم الامير تادرس الشطبى 20 أبيب 27 يوليو


من شطب:


كانت العداوة قديما على أشدها بين مملكة الروم ومملكة الفرس وكانت كل منهما تجمع الرجال والفرسان للحرب ضد المملكة الأخرى. وكان ملك الروم فى هذا الوقت هو الملك نوماريوس الذى أرسل أحد أمراء المملكة ويدعى (أنسطاسيوس) الى مصر لاختيار رجال أشداء يحاربون بجانب الجيش الرومانى ضد جيوش الفرس. فقام من أنطاكية وذهب الى مصر.

توغل الأمير الأنطاكى فى صعيد مصر حتى وصل الى بلدة "تابور" بالقرب من مدينة شطب وهناك أعجب برجل إسمه يوحنا لما إتصف به من القوة والشجاعة والإقدام فأكثر له من الهدايا لكى يسافر معه الى أنطاكية ولكن يوحنا إعتذر عن قبول الهدايا ورفض السفر . فما كان من الأمير أنسطاسيوس إلا أن أصدر أمرا بالقبض على يوحنا الشطبى ، وعبثا حاول والى تابور – وكان يدعى كيروس وهو زوج أخت يوحنا – حاول أن يجعل الأمير يتخلى عن (يوحنا) ولكن دون جدوى.

وحبسه الأمير فى معصرة لأنه خاف أن يهرب منه وبينما هو يبكى فى سجنه سمع صوتا فى الليل يقول له "لا تبك يا يوحنا من أجل أرضك فإن نسلك سيرث هذه الأرض الى الأبد وذلك الموضوع الذى سجنت فيه سوف يكون فيه جسدك الى الأبد وتجرى منه معجزات وتبنى هنا كنيسة . وبدل المعصرة يكون تقديم دم المسيح فيها الى الأبد" فلما سمع هذا القول طلب أخته "أنفيليا" وزوجها الوالى "كيروس" وأعلمهما بما سمعه ورآه فى الرؤيا وقال لهما "أن الله كفيل بحراستى وأنتما يجب ألا تفعلا شيئا لايذاء الأمير لئلا يسمع الملك فيأمر بهدم بلادنا وحرق أهلها وإعدام الذين فيها وأكون أنا السبب". ثم ودعهما بالدموع الغزيرة وسار مع الأمي


فى أنطاكية:


وعندما وصل الأمير الى مدينة أنطاكية مثل أمام الملك نوماريوس وقدم إليه الجنود المصريين الذين جاء بهم وكان من بينهم (يوحنا) الذى نال إعجاب الامبراطور. وأمر بإعتباره ضيفا على الأمير أنسطاسيوس فإكتسب محبته ومحبة جميع أهل بيته وكل رجال البلاط الملكى. وكان للأمير إبنه جميلة تدعى (أوسانيه) فرغب فى تزويجها بيوحنا فإستأذن الملك فى ذلك. فإقيمت الاحتفالات وزفت (أوسانيه) الى (يوحنا) زوجة.
عاش الأمير يوحنا الشطبى وزوجته الأميرة أوسانيه فى بلاد إيراكليه فى مدينة إخائية الواقعة على البحر الأسود . وأنجبا إبنا جميلا سمياه (تادرس) وكان ميلاده فى 11 من كيهك وكانت الأميرة (أوسانيه) تعبد الأوثان وقد حاولت إستمالة زوجها (يوحنا) للسجود للأصنام ولكنه رفض تماما وأظهر ثباتا فى إيمانه وكانت زوجته تعيره قائلة :إنك ناكر لجميل أبى فقد جاء بك عبدا زليلا وصيرك من أكابر القوم ودفعنى إليك زوجة رغم تقاليدنا ورغم إختلاف الدين بيننا ، وإعتزمت على طرده من المنزل. ولكن كان يوحنا يخاف على إبنه تادرس من أن يصبح عابدا للوثن فكان فى صلاة دائمة ، وفى ذات ليلة رأى يوحنا فى نومه رؤيا سماوية إذا بملاك الرب يقول له "لا تخف يا يوحنا على ولدك تادرس وثق أنه سيكون بركة للعالم بدفاعه عن الايمان وسيرفع لواء المسيحية عاليا ، لا تخف فالرب معه . أما أنت فأترك هذه المرآة وإذهب الى أهلك والى عشيرتك فى مصر". فقام القديس يوحنا فى الصباح مبكرا وغادر المنزل قاصدا صعيد مصر وهو يدعو الرب أن يبارك إبنه وينجيه من هذه الأم الشريرة



نشآة الأمير تادرس وإيمانه:-


مات الأمير أنسطاسيوس الجد الوثنى ومات الملك نوماريوس المحب للمسيح وجاء الامبراطور دقلديانوس الوحش الكاسر فى تلك الأيام ، وكان تادرس ينمو جسديا وأما روحيا فكان فى صراع بين الايمان بالمسيح الذى كان والده يعبده والذى قيل له أنه مات فى الحرب وبين الوثنية التى كانت أمه منغمسة فيها.

وكبر القديس وأخذ لقب الأمير لأنه إبن أمراء فجده الأمير أنسطاسيوس الذى شهد له القصر الملكى بالولاء ، وأمه الأميرة أوسانيا ، وأبوه يوحنا صاحب المنصب الرفيع .

وألحقته أمه بمكتب البلاط الملكى ليتلقى علوم الحكمة والتربية العسكرية لكى يصبح ضابطا فى الجيش الرومانى. وكان الأمير تادرس موضع إعجاب الكثيرين من أبناء الأمراء ورجال البلاط الملكى وكان جميع أصدقائه يؤكدون لتادرس أنه صورة من أبيه المصرى.
وعرف القديس من حوار الأصدقاء والعاملين معه أن أباه كان مسيحيا وأن أمه طردته لهذا السبب ، وأنه حى لم يمت. فذهب الى أمه وهو حزين فقالت له أمه ، ما سبب حزنك ياولدى. فقال لها بسبب ما أسمعه كل يوم من الناس عن أبى المصرى يوحنا وأنك ياأماه سبب هروبه وهناك من يقول إنك طردتيه من المنزل فكيف يكون ذلك
فقالت له أمه أنه مات فى الحرب لأنه لم يكن يعبد آلهتنا ، فرد القديس :أى آلهه تتحدثين عنها هل تلك الأصنام تدعى آلهه فقالت: ياولدى ما هذا الكلام وكيف تغضب الآلهه فرد القديس :لقد عرفت الحقيقة إنك طردتى أبى لأنه كان مؤمنا بالمسيح ، فدعكى من هذا وهلم نذهب الى أبى ونؤمن بالمسيح ربا وإلها ، لقد رأيت يا أمى فى منامى بالأمس شخصا يخاطبنى قائلا :"أنا والدك يوحنا وقد طردتنى أمك من أجل أوثانها فإحفظ نفسك منها الى أن يشاء الله لقاءنا". فقالت أمه :واحسرتاه لقد فقدت رشدك ياولدى ، هلم إسجد للآله وأطلب الصفح منه لكى يرضى عنك".
فرد القديس:"أنا لا أسجد إلا للرب يسوع المسيح إله أبى يوحنا". أما هذه الأوثان فليس لها مكان فى قلبى ولا فى هذه المنزل بعد الآن. ثم ضرب الأمير تادرس الوثن الحجرى بقدمه فتكسرت أجزاءه وخرج منه الشيطان الذى يتكلم داخله ، بشكل زنجى وصار يصرخ قائلا: مادمت قد طردتنى من مسكنى فسوف أنتقم منك ، وأكون سببا فى إنزال الوبال عليك ثم صار كالدخان وتلاشى فى الهواء وهو مرتعب جدا".

خرج الأمير تادرس من منزله وهو فى سعادة وإتجه الى الأب الكاهن وكان يسمى القس أولجيانوس وطلب أن يعتمد على إسم المسيح . فقام بتعليمه الايمان القويم وعمده . وهكذا لبس ثوب البر والقداسة والنعمة وكان عمره وقتذاك خمسة عشر عاما



حياة النعمة:


إمتلأ الأمير بالنعمة والمواهب الروحية وتعلم كثير من تعاليم الكنيسة واصبح ينمو كذلك فى البطولة والشجاعة العسكرية حتى سمع عنه الامبراطور دقلديانوس فأعجب به وقلده أعلى الرتب العسكرية وكلفه بقيادة إحدى الفرق الرومانية فى الجيش على الحدود فأدى واجبه العسكرى بشجاعة وكفل الأمن والسلام ، فأحبه الملك وأعطاه لقب (الأمير الشجاع) وأخذ فى الترقى الى أن صار اسفهسلارا (حكمة معناها قائد حربى وتعادل وزير الحربية الآن).

وكثيرا ما واجه الشيطان فى حروب روحية شديدة ولكن بقوة الايمان وحياة الاتضاع ونعمة الروح القدس كان ينتصر على عدو الخير. ففى ذات يوم كان الأمير تادرس يتفقد معسكره بعد عدة غارات للأعداء وهزيمتهم على يديه. وكان الوقت قيظا وشعر جنوده بظمأ شديد حتى كادوا أن يهلكون جميعا. فسجد القديس للرب يسوع ورفع قلبه الى السماء وصلى قائلا: أيها السيد الإله السمائى الحنون كلى الحب والرحمة ، يا من رويت ظمأ بنى إسرائيل من الصخر الذى لا ينبع ماء ، تمجد وأرو هؤلاء الجنود ليعرفوك أنت هو الإله الحقيقى مدبر الكون كله . وماإن إنتهى من صلاته حتى هبت ريح بارده أعقبه نزول أمطار. ونجى هؤلاء الجنود من موت وشيك فخروا عند أقدام الأمير تادرس وقالوا له: مباركة هى قيادتك ومبارك هو آلهك اذلى إستجاب لدعائك له . وآمن جميع الجنود من تلك الساعة.



مقابلة أبيه فى صعيد مصر:


إشتاق القديس لرؤية والده. وكان إشتياقا من أعماق قلبه وسجد رافعا صلاة حارة من قلبه للرب يسوع يناشده فيها أن يروى ظمأ نفسه ويحقق له طلبه . فظهر له ملاك الرب وخاطبه قائلا: إذهب يا تادرس الى مصر وهناك ستلاقى أباك يوحنا وسأكون بحراستك على طول الطريق. فدعا الأمير تادرس إثنين من كبار رجالات جيشه هما (أبيفام وديسقورس) وأخبرهما بسر عزمه على المضى الى مصر للقاء أبيه هناك ، وإتفقوا أن يصحبه أبيفام ويبقى ديسقورس لقيادة الجيش. وقاموا بتجهيز سفينة سارت بهم الى مدينة الاسكندرية وأثناء السفر ظهرت بركة حياته ونعمة الروح القدس فيه . ومن ذلك ان البحر كان يهدأ عندما يصلى وكان يخرج الشياطين ويشفى مرضى كثيرين لدرجة أن ركاب السفينة آمنوا بالمسيح وعندما وصلوا الى الاسكندرية إتجه مباشرة الى الصعيد حيث مدينة شطب التى أرشده اليها أهل مصر بعد إستقباله أحسن إستقبال. وفى شطب خاف أهلها من هذا الأمير الأنطاكى لأنهم ظنوا أنه جاء ليأخذ رجالهم الى العسكرية. دخل الأمير تادرس الى الكنيسة هو ورفاقه وصلى للرب وشكره على وصوله وحراسته له طالبا من الله أن يساعده على لقاء أبيه. ودنا من خادم البيعه العجوز : هل يوجد هنا أيها الأخ الحبيب رجل يدعى يوحنا ففكر الخادم برهة ثم قال للأمير: نعم هناك رجل أخذه ملك الروم منذ زمن بعيد الى أرض بعيدة ولكنه عاد إلينا بعد أن ترك زوجته التى تعبد الوثن.

شعر الأمير بالفرح وإرتسمت على شفتيه إبتسامة عريضة وخاطب الخادم قائلا: وهل هذا الرجل على قيد الحياة فرد: نعم ولكنه مريض وأيام غربته قربت أن تنقضى. وهل لك به سابق معرفة
فقال نعم إنى أعرفه منذ زمن بعيد وأريد مقابلته.

وسار الأمير تادرس ورفيقاه أبيفام وخادم الكنيسة العجوز الى منزل يوحنا الشطبى ثم دخل الخادم عند يوحنا وقال له :يوجد أمير أنطاكى يسأل عنك يايوحنا ويريد أن يراك.

فرد يوحنا : أمير أنطاكى وما حاجته الى وقد زال عنى ملك هذا العالم وحدق بى المرض وضرب الموت سياجا من حولى ، ليدخل وسنعرف سبب مجيئه. وبغته تقدم الأمير تادرس من والده وهو متأثر وكادت الدموع تطفر من عينيه ولكنه تمالك نفسه قائلا: أنا أمير من أمراء مملكة الروم جئت فى طلبك فرد يوحنا :مرحبا بك ياإبنى ماذا تريد منى وهل أستطيع أن أسدى إليك أمرا وأنا فى أيامى الأخيرة

- هل تعرف ياسيدى الأمير أنسطاسيوس وإبنته الأميرة أوسانيا
- نعم أعرفهما.
- ولكن يا سيدى أنت تعبد الإله الحقيقى الرب يسوع المسيح وهما يعبدان الأصنام ، فكيف تعرفهما إذن

هذه قصة طويلة ياولدى .. وبدأ الأب يوحنا يقص قصته منذ ذهابه الى أنطاكية جنديا ولحين عودته مرة أخرى الى وطنه وبلدته شطب.

أما الأمير تادرس فقد إغرورقت عينيه بالدموع ونهض من على كرسيه وإرتمى فى حضن أبيه يوحنا قائلا : أبى يوحنا أنا ولدك تادرس ووالدتى أوسانية التى طردتك بسبب أصنامها ، وأنا قد حطمت الصنم وإنى تعمدت وصرت مسيحيا وقد أعلمنى الرب يسوع فى رؤيا أنك على قيد الحياة وقد جئت لأنظرك قبل أن تموت.
فرد يوحنا : ولدى ..... تادرس .... أشكرك يارب.
وأخذا يقبلان بعضهما ويبكيان من فرحة اللقاء الذى طال إنتظاره ، بينما الشيخ العجوز وأبيفام رفيق الأمير يتعجبان ويمجدان الله.

وشاع الخبر بين ربوع المدينة ففرح الجميع أن الله إفتقد يوحنا بمجىء إبنه إليه. وخرجوا لتهنئته وإستقبال الأمير تادرس أيما إستقبال ، وصنعوا له وليمة عظيمة وفرح به أبناء عمته "أنفيليا" وكانت قد ماتت وقد أوصى الأمير عليهم حكام المدينة.

وبعد خمسة أيام إنتقل يوحنا الشطبى الى السماء فى شيخوخة صالحة بعد أن بارك إبنه تادرس وقام أهل المدينة كلها بتشييع جثمانه الى مثواه الأخير ودفنوه بجوار أبيه "أبيشخار" وأخته "أنفيليا" وقدموا العزاء للأمير الذى عزاه الرب بعظيم الايمان. وقال لأهل مدينته "وصيتى لكم حينما تنتهى حياتى وأنتقل من هذا العالم إحضروا جسدى ليدفن بجوار أبى"

رجوع الأمير للحرب:


فى هذا الوقت أعلن الفرس الحرب على مملكة الروم فأرسل دقلديانوس رسلا الى قادة الجيش لكى يعلمهم بأمر الحرب وبصفة خاصة الأمير تادرس لأنه الوحيد بين القادة الذى له العقلية العسكرية والكفاءة لصد غارات الفرس وهجماتهم ضد المملكة. فقام ديسقوروس نائب الأمير تادرس وأرسل للأمير رسالة عاجلة أخبره فيها بالموقف. ومن ثم عاد الأمير تادرس الى أنطاكية بعد وداع أهل شطب. الذىن أقاموا عامودا على شاطىء النيل ورسموا صورة الأمير تادرس لكى يراها جميع المجتازين تخليدا لذكراه.

جمع الأمير جيوشه ونظم صفوفه ووضع الخطة الجيدة ونسق فرق الجيش المختلفة ودخل الحرب فى شجاعة. وقد رافق الأمير تادرس المشرقى فى ميادين القتال وكان الاثنان يحاربان جنبا الى جنب. وكان الشهيد الشجاع تادرس بن يوحنا الشطبى لا يقدر أحد أن يقاومه من جميع الفرسان وجيوشهم. وكانوا يسألون عنه فى صفوف الحرب. فإذا علموا أنه فى صف تحولوا عنه الى الجهة الأخرى خوفا منه. لأنه إذا قال أنا تادرس سقطت سيوفهم من أيديهم ، وناضل كثيرا حتى تمكن من هزيمة الفرس وإنسحابهم نهائيا عن حدود المملكة ، فأعجب به الامبراطور وكان يجلسه بجانبه فى الديوان الملكى كما لقبه ببطل المملكة الرومانية ومنحه أعلى الأوسمة فى البلاد.



قتل التنين:


عين الامبراطور دقلديانوس الأمير تادرس واليا على إحدى المقاطعات الرومانية بعد موت واليها. وكانت مدينة أوخيطس هى عاصمة هذه الولاية ، فأخذ الأمير جنده وذهب اليها وعسكر من حولها استعدادا لدخولها – وكان فى هذه المدينة تنين عظيم يسكنه روح نجس وهو بذاته الروح النجس الذى كان بداخل صنم أمه أوسانيه. وقد أفزع المدينة كلها وأدخل الرعب فى القلوب ، وكان من عادة الوالى السابق أن يقدم له أطفالا صغارا طعاما له.

وحدث فى تلك الأيام أن أرملة وصلت الى المدينة ومعها ولداها فأخذهما منها أهل المدينة وربطوهما فى شجرة لبخ فوق الجبل ليراها التنين من بعيد . فمزقت المرآة ثيابها ونثرت شعرها وصارت تبكى ولديها وذهبت الى الأمير تادرس وهى باكية لتشكو له أمرها ولكن حينما وصلت اليه ترددت وتراجعت ثانية قائلة فى نفسها: من أنا حتى أتكلم مع هذا الأمير العظيم وكان الرب قد أرسل رئيس الملائكة ميخائيل وأعلم الأمير بحالها فأمر الأمير أحد الجنود بإستدعائها فلما جائت اليه قال لها: مالى أراكى حزينة باكية هل ظلمك أحد من أهل البلدة وماذا تعبدين من الآلهه فإرتعدت وخافت ولم تنطق بشىء. فقال لها الأمير بحق الرب يسوع المسيح تكلمى ولا تخافى ، فلما سمعت إسم المسيح تشجعت وقالت له يا سيدى ، إن عبدتك مسيحية من أهل برنيكا (فاتكة) وكان زوجى جنديا يعبد الأوثان وقد مات فى الحرب وبقيت أنا وولدى وقد عمدتهما سرا .

وجئت الى هذه المدينة هاربة من أهل زوجى لئلا يعرفوا ذلك. ولكن أهل المدينة خطفوا ولدى وأسرعوا بهما الى كهنة الأوثان ليقدمونهما قربانا للآلهه ، ولكن الكهنة رفضوهما وأمروهم أن يقدموهما الى التنين الذى يأكل الأطفال. وهاهما مربوطان الى شجرة لبخ فوق الجبل وأنا لى الآن ثلاثة أيام لم آكل ولم أشرب فأصنع معى رحمة يا سيدى ، وخلص لى ولدى لأنى سمعت صوتا من السماء يقول لى صباح اليوم وأنا أصلى باكية : لا تخافى فالأمير تادرس كفيل بخلاص ولديك. فلما سمع الأمير ذلك أمر أحد قواده أن يحرس هذه الأرملة وأمر جميع جنوده بدخول المدينة ، وقصد هو التنين الذى به الشيطان. وعبثا حاول الجنود إحباط الأمير عن عزمه ولكن دون جدوى.
ثم ترجل الأمير عن جواده وسجد نحو الأرض ثم رفع نظره الى السماء وصلى قائلا: "أيها السيد الرب الإله يسوع المسيح القادر على كل شىء يامن خلصت دانيال من جب الأسود ووقفت الى جوار سوسنة وساعدت أبائى القديسين للانتصار على الشر ، يامن أعطيت لتلاميذك الأطهار سلطانا على الحيات والعقارب ، قو عبدك على قتل هذا التنين الذى يهلك الأنفس ويفترس الأطفال الأبرياء".

ثم ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل قائلا: "لا تخف يا تادرس وأطعن هذا التنين برمحك وسوف أساعدك على تحقيق ذلك". وكان التنين قد إقترب فاغرا فاه بمقدار عشرة أذرع قاصدا إبتلاعه ، فصرخ الأمير فى وجهه وقال له الى أين أيها المهلك للنفوس أن السيد المسيح يذلك اليوم ويحبسك فى قبضتى. وتقدم الأمير تادرس نحو التنين وتشدد وطعنه برمحه فى مقدمة رأسه وأخذ يقاتله نحو ساعتين كاملتين وكانت يد الملاك معه تسانده وبعد أن أدخل الرمح فى رأسه ثبته بيده اليسرى وصار الملاك يناوله حجارة الواحدة تلو الأخرى ليقتل بها التنين وكانت الجموع تتعجب من مصدر وصول الحجارة اليه بدون أن يناوله أحد إياها .. وبعد أن مات التنين إستل سيفه وقطع رأسه بعد أن إنترع رمحه وصار يفرغ كل ما فى رأسه من سموم حتى إمتلأ الجبل من دمه ، وقاسوا طول التنين فوجدوه أربعه وعشرين ذراعا ونصف زراع وسعه فمه سبعة أشبار يدخل فيها الأنسان ويخرج فسلخوه وعلقوا جلده على باب مدينة أوخيطس تذكارا له وكان قتله فى يوم 18 بؤونة.

وبعد موت التنين وإذا بالشيطان الذى كان ساكنا فيه قد ظهر له بشكل زنجى طويل القامه وناداه قائلا: ياتاودروس أتعرف من أنا حتى طردتنى من مسكنى الأول صنم أمك وطرتنى أيضا من مسكنى فى هذا التنين الذى قتلته هاأنا أسبقك الى الملك لكى أجعله يعذبك ويقطع رأسك فلما سمع القديس منه هذا الكلام أسرع نحوه وهو شاهر سلاحه ليطعنه فركض أمامه الزنجى وإختفى فى الهواء. ثم عاد وفك الطفلين وسلمهما الى أمهما وأوصاها أن تذهب الى أنطاكية وتقيم عند الأميرة أوسانية والدته التى كانت قد آمنت بالمسيح بعد ظهور عجائب كثيرة على يدى إبنها الأمير تادرس ... وفرح جميع أهل المدينة وآمنوا بالمسيح . ولذلك نرى فى أيقونة الأمير الشهيد: الأرملة أمامه تتوسل إليه وهو على حصانه بملابسه الرومانية وتحته التنين مطعون الحربة وأمامه شجرة مربوط فيها إبن الأرملة ، والإبن الثانى وراءه على الحصان.

إستشهاد القديس:


إعتزل الأمبراطور دقلديانوس الحكم وتنازل عن العرش لزوج إبنته الملك جالريوس سنة 305م ، الذى تنازل بدوره لإبن أخيه فى نفس السنة الملك مكسيموس دازا الذى فاق جميع من سبقوه فى القسوة والاضطهاد على المسيحيين وقتل الألوف من الشهداء الأبرار. وظل فى حكمه حتى إنتحر بعد هزيمته أمام الملك ليكينيوس ، وقد إلتقى الامبراطور قسطنين معه فى ميلان سنة 313م وأصدر مرسون ميلان للتسامح مع المسيحيين وأعطيت بموجبه الحرية الدينية فى البلاد كلها .. إلا أن ليكينيوس خرج على قسطنطين ونقض مرسوم ميلان وجدد الاضطهاد للمسيحيين لفترة قصيرة فى الشرق حتى هزم من الملك قسطنطين سنة 325م الذى أباح العبادة الدينية ، وفى هذه الفترة التى أعلن فيها ليكينيوس الاضطهاد إستشهد الأمير تادرس الشطبى.

وذلك أن كهنة الأوثان شكوا الأمير تادرس الى الامبراطور ليكينيوس أنه يحطم الأوثان ويعبد الإله يسوع المسيح ، وقام بقتل التنين العظيم الذى بأوخيطوس . فأمر الملك بإحضاره وعندما مثل بين يديه ، حاول معه بالتهديد والوعيد أن يعود أدراجه ثانية ويترك المسيحية. ولكن الأمير تادرس أعلن جهرا إيمانه بالرب يسوع المسيح ودحض عبادة الأوثان وشجب الديانة الوثنية



عذابات القديس ضربه بالسياط



بعد أن تكلم القديس بهذا الكلام جن جنون الملك وأمر بضربه بالسياط فضربه الجلادون بالسياط الرومانية المزودة بقطع الرصاص حتى تمزق جسده ولم ينكر إيمانه بالمسيح.
وضعه بالهنبازين

أمر الملك بعد ذلك بوضعه فى الهنبازين أما الأمير فلم يخف أو يتردد فى قبول الآلام والعذابات فرحا بلقاء رب المجد عالما أن له إكليلا معدا فى السماء ، ثم ظهر له رئيس الملائكة وعزاه قائلا: تشدد وتشجع ياتاودروس . لقد إقتربت تلك الساعة التى يتم فيها جهادك. ثم مضى عنه الملاك. وهكذا أنقذه الرب من آلام المعصرة وضرب السياط التى مزقت جسده. بهت الجمع الواقف وصرخوا قائلين : يبيدك إله القديس تاودروس ، أيها الملك لأنك تريد أن تقتله ، وهو الذى خلصنا من التنين فلما رأى الملك ذلك خاف من الجمع لأنهم كانوا قد جاءوا خلف الأمير من مدينة أوخيطس وكانوا كثيرون. لكنه أمر أن يؤخذ القديس الى السجن وصرف الجمع. فلما كان الليل قد إنتصف والقديس يصلى بحراراة أتاه ملاك الرب وتلألأ بنوره المكان. وصار يعزيه ويقويه وقال له: أرسل الى والدتك وعرفها أن تدعو اسمها استراتيكا بدلا من أوسانية حتى لا يتمكن أحد من معرفتها وعندما يقطعون رأسك تأخذ جسدك سرا وتكفنه وتضعه فى سفينه وتمضى به الى شطب فى صعيد مصر ، وسوف يؤمن كثيرون بسببك ويصيرون شهداء ويكون إسمك شائعا ، وعونا لمن يدعون بإسمك فى البر والبحر وتكون بركة ونجاة للمؤمنين. ثم مضى عنه الملاك



إحراقه بالنار:


فى الصباح أمر الملك بإحضار الشهيد من السجن ولاطفه وقال له: قم إحمل القربان للآلهه لكيما يكون لك خلاص من العذابات ولتكون كما كنت فى رتبتك الأولى فقال له القديس: لا يمكن أن يكون ذلك أبدا ايها الملك الكافر وإنى لا أترك سيدى يسوع المسيح إبن الله الحى الأزلى ، فلما سمع هذا الكلام غضب جدا وأمر بأن يؤتوا بسرير حديد ويضعوا عليه القديس بعد أن يوقدوا تحته نارا فتحرق عظامه وتتلاشى.... ولما فعلوا هذا كانت النار شديدة فكان القديس يتألم من شدتها ورفع نظره الى فوق وقال: ياسيدى يسوع المسيح أعنى وإنقذنى يارب لئلا يفتخر على هذا المخالف ويقول أين هو إلهه الذى يستطيع أن يخلصه من يدى. وبينما كان القديس يتآوه من شدة العذابات وإذا سحابة سوداء ظللت عليه وأفاضت عليه مطرا غزيرا وجاء صوت من السماء يقول له:تقو بالرب ولا تخف يا تادرس ففى الحال قام من على السرير سليما معافى فلما شاهد الجند ذلك إستولى عليهم العجب ، فآمنوا ورئيسهم الواقف معهم بالسيد المسيح إله القديس تاودروس ودخلوا على الملك وهم يرددون هذه الهتافات فاستشاط الملك غضبا وأمر جنودا أخرين أن يربطوهم ويطرحوهم فى حفرة متقدة بالنار فإحترقت أجسادهم وصعدت أرواحهم للفردوس وكان عددهم 2500 نفس آمنوا بالرب وكانت شهادتهم فى 25 من برمودة القبطى.

ضربه بأعصاب البقر:


بعد ذلك أمر الملك أن يطرحوا القديس على بطنه ويضربوه بأعصاب البقر أربعة سياط من كل جانب ، ولكن الرب أعطاه القوه فلم يشعر بشىء من العذابات. فأمر الملك بإحضار سرير من الحديد وأن يثبتوا عليه لوحا من الخشب وأن يضعوا عليه القديس ويدقوا فى قلبه مسامير حتى تنفذ فى لوح الخشب وتكون مثبته لجسمه فى اللوح. ويشقوا فخديه ويأتوا بزيت مع كبريت وزفت ويسكبونها فى فمه ووسط فخديه. فصار القديس يصرخ من هذه العذابات المبرحة. فجاء إليه ملاك الرب وأقامه بيده سليما معافى أمام الناس الحاضرين. فصرخوا قائلين نحن نصارى نؤمن بإله القديس تاوردروس. فلما سمع الملك بذلك إمتلأ غضبا وغيظا وأمر بقطع رؤوسهم فى الحال وكان عددهم أربعمائة وسبعة وعشرين وكانت شهادتهم فى يوم 26 برمودة.
ثم أمر الملك أن يعلق برجليه ويربط فى عنقه ثلاثة أحجار حتى أنه بدأ الدم ينزف من فمه ومن أنفه ، وكانوا يفعلون به هذا وهو متماسك وصابر على العذاب بشجاعة.
بعد ذلك أمر بطرح القديس فى السجن وكان عند الملك والى يدعى كلكيانوس وكان حاكما على الاسكندرية فإستدعاه وأمره أن يقوم بترويض الأمير تادرس ليكفر بالمسيح ويرى طريقة لابطال سحره أو يقوم بتعذيبه – فإستدعى كلكيانوس الأمير من السجن ولاطفه ببشاشه وقال له: إنى أشعر بالألم الشديد وقلبى يتوجع بسببك يا حبيبى تادرس الاسفهسلار لأنك تركت مجدك ورتبتك وصرت فى هذا الذل العظيم .. فقال الأمير: لا يجب أن يتوجع قلبك بسببى بل يجب أن تتوجع بسبب ملكك المخالف مثلك لأجل الهلاك العظيم الذى سيحل عليكما من إله السموات والأرض . فغضب كلكيانوس عند سماعه هذا القول ، وأمر بأن يوثقوا القديس بقيود حديدية وأن يأتوا بموسى حادة ويقطعوا بها لسانه من بين شفتيه فلا يتكلم دفعة أخرى. ففرح القديس وقال له: أنت أمرت بقطع لسانى هذا الظاهر ولكن لى لسان أخر فى قلبى ليس لك سلطان عليه ، أسبح به إلهى ومخلصى الرب يسوع المسيح إله السموات والأرض.

وإستمروا بتعذيب القديس بأنواع كثيرة شديدة ، منها أن الوالى أمر الجنود أن يخلعوا أسنانه ويضعوا فى فمه جيرا ممزوجا بخل ثم وضعوه على سرير من حديد وأخذوا يوقدون تحته بنار شديدة لمدة ثلاث ساعات ، فلم يضره بشىء وكان الرب يقيمه من كل هذه العذابات.

أمر بعدها أن يسلخوا جلده من جسده ثم يضعوا على لحمه خلا ممزوجا بالملح وأن يضعوا أوتادا من الحديد محمية بالنار داخل عينيه. وكان يقون صحيحا من كل هذه العذابات ويؤمن بسببه كثيرون فأمر الوالى بقطع رؤوسهم جميعا.



قطع رأسه المقدسة:


وبعد أن تعب الوالى من كل هذا أمر بكتابة قضية الأمير تادرس الأسفهسلار وأن يبلغوها للامبراطور وأمر بقطع رأسه ، ثم كتب: أن الأمير تادرس الأسفهسلار الذى خالف أوامر الامبراطور العظيم وأوامر السادة والأمراء ولم يسجد للآلهه العظيمة ولم يقدم لها البخور قد قمنا بتعذيبه كثيرا حتى يخضع ويرجع عن مخالفته ولكنه تمادى فى عصيانه ، ولأنه كان ساحرا لم نستطع أن نغلب سحره ، لذلك أمرنا بقطع رأسه وحرق جسده بالنار. فأخذه الجنود الى شمال المدينة ليقطعوا رأسه فوقف الأمير تادرس وصلى قائلا: يارب إله السموات والأرض كن معى اليوم كما كنت مع آبائنا الرسل الأطهار وأعنتهم فى سعيهم وجهادهم ، إسمعنى أنا عبدك المسكين فإنى توكلت عليك وأرجوك أن تقبل روحى وتحفظ جسدى ولا تجعل للنار سلطانا لئلا يقولوا أين هو إلهه وليعلم جميع الناس بأن لك القوة والمجد والسلطان الى الأبد".

وإذا برب المجد يظهر له فى سحابة نورانية ويقول له:"حبيبى تادرس هلم الى الراحة الأبدية فى ملكوت السموات مع كافة الشهداء والقديسين ، فقد أكملت جهادك وسأعطيك إكليل الشهادة العظيمة وسيكون إسمك شائعا فى كل مكان فى العالم ، ويكون جسدك محفوظا من النار كما طلبت والذى يبنى بيعة بإسمك أو يقدم قربانا يوم تذكارك فسوف أجازيه بالرحمة وغفران خطاياه وابارك له فى جميع أعماله . والذى يكتب كتاب شهادتك وجهادك أكتب إسمه فى سفر الحياة . وبعد هذه الصلاة العميقة ورؤية السيد المسيح له المجد إقتيد الأمير الى السياف الذى ضرب عنقه بحد السيف فقطع رأسه المقدسة ونال إكليل الشهادة. وأصعد السيد المسيح روحع الطاهرة وسط تهليل الملائكة على المركبة النورانية وفاحت من جسده رائحة عطرية زكية. وكان ذلك فى يوم 20 أبيب سنة 320 ميلادية.

أما جسده فألقوه فى النار ولكن الله حفظه فلم تمسه بسوء حتى ِأخذته أمه "أوسانية" وكفنته ونقلت رفاته الى مصر حيث بنيت كنائس وأديرة كثيرة على إسمه. وذلك فى أيام تملك الملك البار قسطنطين الكبير . وقد أظهر الله عجائب كثيرة من جسده. بركة صلاته وشفاعته تكون معنا . ولربنا المجد الدائم الى الأبد . آمين.


أعياده:


هذا وتعيد الكنيسة له الأعياد الآتية:
20 أبيب عيد إستشهاده
20 هاتور عيد تكريس بيعته.
15 هاتور عيد نقل جسده الى مصر



جسد الأمير تادرس فى الوقت الحالى:


تؤكد كل المخطوطات القديمة أن جسد الأمير تادرس أخذته إمرآة مؤمنة قيل أنها أمه بعد أن آمنت وذهبت به الى مصر وبنت على إسمه الكثير من الكنائس والأديرة

وإستمرت فى سيرها حتى أودعته فى بلد أبيه يوحنا وهى قرية شطب من أعمال أسيوط. ووصول الجسد الى شطب ذكره كتاب السنكسار يوم 15 هاتور . ويقول الدكتور رؤوف حبيب مدير المتحف القبطى السابق فى كتاب الرهبنة والديرية ص 158 (نقلا عن المؤرخ أبو المكارم) أنه كان بشطب أحد الأديرة يسمى دير أبو السرى ويروى أن جسد الأمير تادرس مدفون فيه.

هذا ما تعرضه الكتب والمخطوطات المختلفة ، ولكن لو نظرنا الى واقعنا الحالى سنجد خلاف ذلك . فسنجد أجزاء من جسد الأمير تادرس متفرقة فى أماكن عدة وهى الآتية على حسب علمنا



1- جزء منه فى دير الأمير تادرس الشطبى بمنا الأمير محافظة الجيزة فى المقصورة الأثرية ، كما أن هناك رواية متوارثة فى هذا الدير عن وجود باقى الجسد فى كنيسة صغيرة تحت الكنيسة الكبيرة وحدث بسبب ذلك معجزة سيأتى ذكرها فيما بعد

2- جزء فى دير الأمير تادرس الشطبى بحارة الروم بالقاهرة.

3- جزء فى كنيسة مارمرقس بالجيزة – وكان لاكتشاف الجسد قصة طريفة: فقد كانت فى الكنيسة أنبوبة مجهولة منذ زمن طويل ولا يعرف لمن هى. وفى أحد الأيام فى سهرة روحية فى الكنيسة قرر الكهنة إكتشاف ماهيتها فنزعوا الكسوة الخارجية فوجدوا مكتوبا عليها أنه جسد الأمير تادرس بن يوحنا الشطبى وكان لاكتشافه رنة فرح بالكنيسة

4- أجزاء فى شطب كما يذكر المؤرخون.

5- ويوجد جزء كذلك فى كنيسة مارجرجس بمنيل الروضة بمصر القديمة وهو محفوظ بالكنيسة كما أن هناك نية لتدشين أحد هياكل هذه الكنيسة بإسم الأمير تادرس الشطبى. وعلى هذا تكون أجزاء من الرفات المقدسة موزعة على بعض الكنائس ولكن اين باقى الجسد لا أحد يعرف على وجه التحديد خاصة أنه لا توجد كنائس أثرية أو أديرة الآن فى قرية شطب الحالية بإسم الأمير تادرس

كما أن هناك نقطة أشد غموضا وهى كيف جاءت هذه الأجزاء من الجسد الى هذه الكنائس ومتى وفى أى وقت هل جاءت أثناء وصول جسده الى مصر من أنطاكية فى القرن الرابع وذلك عندما جاءوا بجسده وكانوا يبنون الكنائس بإسمه ويتركون أجزاء للبركة لا أدرى خاصة إذا عرفنا إن ديره بحارة الروم وكنيسة مارمرقس بالجيزة لم يكونا موجودين فى هذا الوقت.

وهل وصل كله الى شطب ثم سمح الأباء بعد ذلك بتوزيعه على الكنائس للبركة ولكن من الذى سمح وفى أى وقت وهل كان بشطب ثم لما إندثر الدير الذى كان موجودا فيه خافوا على الجسد فنقلوه ولكن متى وفى أى وقت وأين المرجع والدليل
لا أحد يعلم فى الوقت الحاضر ولعله فى المستقبل يتم إماطة اللثام عن هذه المسألة والعثور على هذه الحلقات المفقودة التى لم نعثر لها على حل
صورة الأمير تادرس الشطبى:


الصورة المشهورة للشهيد الأمير تادرس الشطبى هى التى يظهر فيها بهيئة كبير قواد بالملابس العسكرية الرومانية وفى وسطه السيف وفى يده رمح طويل ، وراكبا على صهوة جواد والجواد يرفع رجليه الأماميتين وسن الحربة فى رأس التنين الواقع تحت رجليه صريعا ، وإبن الأرملة الثانى راكبا وراءه على الحصان وأمام التنين نجد طفل الأرملة الأول مربوطا فى شجرة من أشجار اللبخ العالية. وأمام الجواد تقف الأرملة التى خلص ولديها رافعة يديها تستنجد بالشهيد.

ويوجد الى جانب هذا صورة أخرى للأمير تادرس تمثله فى حالة مطاردته للشيطان المتشبه بالزنجى والذى ظهر له بعدما قتل التنين. ولكنها ليست هى الصورة التقليدية المعروفة كما أنه لا يوجد منها أيقونات أثرية.

وصور الأمير كثيرة ومشهورة ولكننا هنا سنتكلم عن الأيقونات الأثرية. ومن هذه الأيقونات أيقونة موجودة بالمقصورة الأثرية بدير الأمير تادرس الشطبى بمنا الأمير وهى ترجع الى سنة 1480 ش (= 1764م) وهى من رسم شخص يدعى أفرام وقد كتب إسمه باللغة القبطية. ويبدو أن هذا الرسام هو إبراهيم صديق الرسام الأخر الذى يدعى يوحنا الأرمنى ، وهما رسامان شهيران فى القرن الثامن عشر رسما الكثير من أيقونات الكنائس الموجودة حاليا. ويوجد لنفس الرسام أيقونة أخرى للأمير تادرس بنفس الملامح وترجع الى نفس العصر وتوجد بكنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين بمصر القديمة.

وبدير الأمير تادرس بمنا الأمير توجد أيضا أيقونة أخرى للشهيد ترجع الى سنة (1238) ولكنها مختلفة قليلا حيث لا تظهر الأرملة أمام الشهيد ولا يظهر كذلك أولادها فهى تمثله فى وضعه العادى وتحته التنين. أما الأيقونة الأولى فهى تمثله أثناء إنقاذ أولاد الأرملة.

ولكن أقدم صورة للشهيد على الإطلاق هى صورة بالفريسك مرسومة بقبة كنيسة أنبا أنطونيوس فى ديره بجبل العربة بالبحر الأحمر وهى من الروعة والجمال لدرجة كبيرة وترجع الى القرن الرابع (حسب ما قدرته البعثة العلمية الفرنسية) ومازالت بجمالها بعد مرور حوالى ستة عشر قرنا من الزمان عليها (1600 سنة) وذلك بالرغم من آثار الدخان والحريق الذى فعله العربان أثناء إقامتهم بالدير حوالى قرن كامل وماتبعه من أضرار وتخريب ، والأيقونة تصوره فى الوضع الأول المشهور ، ولا تختلف الا فى أنها تصوره بملامح أكبر سنا قليلا عن الأيقونات الأخرى.

كما أنه بنفس الدير المذكور فى كنيسة القديس مرقس الأنطونى توجد أيقونة للأمير تادرس ترجع الى 500 سنة مضت كما ان بنفس هذه الكنيسة هيكل بإسم الأمير تادرس أيضا



كنائس وأديرة بإسم الأمير تادرس الشطبى


أكرمت الكنيسة المسيحية معلميها وشهدائها وقديسيها فى كل زمان ومكان وبطرق مختلفة ، وكان لها فى ذلك وسائلها الاعلامية التى تميزت بها قبل ظهور الصحافة وإختراع المطابع.


فرسمت أن يحتفى بأعياد إنتقالهم من هذا العالم الفانى فى أوقات معينة من السنة ، وأن يطلق أسماء البعض منهم على المؤسسات الدينية كالكنائس والأديرة والقاعات ليكونوا دائما نصب أعين المؤمنين وأن تسجل أسماءهم فى الكتب الطقسية التى تقرأ يوميا عند إقامة الشعائر.

هذا وقد أولت الكنيسة القبطية القديس الشهيد الأمير تادرس الشطبى نصيبا وافرا من الاكرام والاجلال فأعطته منزلة مرموقة وخلعت إسمه على عدد كبير من الكنائس والأديرة نذكر منها ما يلى:

1- دير الأمير تادرس الشطبى بمنا الأمير محافظة الجيزة – سيجىء الكلام عنه تفصيليا فيما بعد.

2- دير الأمير تادرس الشطبى للراهبات: ويقع بحارة الروم بمنطقة الغورية – قسم الدرب الأحمر ويقع بجوار كنيسة العذراء الأثرية التى كانت مقرا للبطريركية من سنة 1660 الى سنة 1779 وأيضا بجوار كنيسة مارجرجس التى تهدمت أخيرا. وقد ذكر هذا الدير المؤرخ المقريزى وقال عنه:"دير البنات بحارة الروم بالقاهرة عامر بالنساء المترهبات" ، وذكر على باشا مبارك فى كتاب الخطط التوفيقية فى سياق الكلام عن حارة الروم ما مضمونه أن للبنات الراهبات ديرا برسم الأمير تادرس وهو من المواضع الدينية المعتبرة لدى المسيحيين وكثير منهم ومن غيرهم يتردد عليهم للزيارة وإستخدام الشفاء تبركا بالشهيد صاحب الدير ، ولا سيما المصابون بأمراض عصبية وعقلية وكثيرا ما يفوزون بالصحة والعافية.
يوجد بهذا الدير جزء من جسد الأمير تادرس ، وكانت الراهبات يصلين فى كنيسة مارجرجس المجاورة الى أن قامت الأم "مرثا" رئيسة الدير ببناء كنيسة بالدير بإسم الأمير تادرس وكان إفتتاحها فى نوفمبر 1951.

3- كنيسة الأمير تادرس بدسيا: مركز أطسا – محافظة الفيوم التابعة لكرسى الفيوم وهى من الكنائس الأثرية .

4- كنيسة الأمير تادرس بالنزلة . وتقع أيضا بمركز أطسا- محافظة الفيوم التابعة لكرسى الفيوم.

5- كنيسة الشهيد تادرس بدير السنقورية : مركز بنى مزار وتقع فى إيبارشية بنى سويف على بعد 20كم من بنى مزار والكنيسة مقامة على مكان دير قديم ، وبها ثلاثة هياكل : البحرى بإسم العذراء ، والأوسط بإسم الشهيد تادرس ، والقبلى بإسم مارجرجس ويوجد بها أيضا بعض الأيقونات القديمة.

6- كنيسة الأمير تادرس بالمنيا : وهى كنيسة حديثة وحسنة البناء وتقع ببندر المنيا نفسها.

7- كنيسة الأمير تادرس بدمشير : بمحافظة المنيا – وتتبع كرسى المنيا والأشمونين.

8- كنيسة الأمير تادرس بصفط الخمار بمحافظة المنيا – وتتبع كرسى المنيا والأشمونين.

9- كنيسة الأمير تادرس بأبو قرقاص . وهى أثرية ومحفورة فى الصخر وحجاب الهيكل بها من الأحجبة المطعمة . وبهذه البلدة مدرسة قبطية أنشأت سنة 1895.

10- كنيسة الأمير تادرس بداقوف بمحافظة المنيا وتتبع كرسى المنيا والأشمونين.

11- كنيسة الأمير تادرس بمنبال بمحافظة المنيا – وتتبع كرسى المنيا والأشمونين.

12- كنيسة الأمير تادرس بدير النقورين . بمحافظة المنيا وتتبع كرسى المنيا والأشمونين.

13- كنيسة الأمير تادرس ببنى شقير الجبل. بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط ، وهى من الكنائس الأثرية الهامة وتتبع كرسى منفلوط والحمام.

14- كنيسة الأمير تادرس ببصرة . بمركز أبنوب محافظة أسيوط وهى من الكنائس الأثرية وتتبع كرسى منفلوط.

15- كنيسة الأمير تادرس ببويط بمركز البدارى بمحافظة أسيوط وهى من الكنائس الأثرية وتتبع كرسى أسيوط.

16- كنيسة الأمير تادرس بجرجا وهى من الكنائس الحديثة وأنشئت سنة 1947م فى المقابر وتتبع كرسى جرجا .

17- كنيسة الأمير تادرس بالعبادية بمركز نجع حمادى – محافظة قنا وهى حديثة.

18- كنيسة الأمير تادرس بالحلفاية بمركز نجع حمادى – محافظة قنا- وهى حديثة وتابعة لكرسى نجع حمادى.

19- كنيسة الأمير تادرس بالجديدة بمركز الزقازيق – محافظة الشرقية وهى حديثة وإهتم ببناءها المرحوم الدكتور سوريال جرجس سوريال عضو مجلس الشيوخ السابق وأوقف عليها بعض أمواله والتى أوقف بقيتها لأوجه الخير.

20- كنيسة الأمير تادرس وأبو سيفين بطنطا بمحافظة الغربية – وهى من الكنائس الحديثة وتتبع كرسى الغربية.

21- كنيسة الأمير تادرس بدير البراموس. وتقع داخل كنيسة العذراء الأثرية من الناحية البحرية للخورس الثانى وتبلغ مساحتها 25م مربعا . وتوجد بها رفات القديس موسى الأسود والقديس القس ايسيذورس.

22- كنيسة الأميرين (ثيؤدوروس) (الشطبى والمشرقى) بسيناء. وتقع فوق جبال يوثور (يثرون الكاهن) الكائن شرق دير سانت كاترين وتابعة للدير.

من معجزات الأمير تادرس فى ديره


بركة المحصول وحراستها:


المرحومة السيدة (.......) وهى غير مسيحية وكانت تقيم بجوار الدير تقول أنه بعد جمع المحاصيل فى البيت كنا نرى الأمير وهو ممسك بفانوس (تقصد شورية) فى يده ويبارك لنا فى المحصول وفعلا كانت البركة تحل فيها وكانت تعطى جزء من المحصول للدير.
وتروى أيضا هذه المعجزة التى حدثت معها: فى إحدى الليالى أحسست بشىء غير عادى وحركة فى البيت وأن هناك لصوصا فى زريبة المواشى ، وقد سحبوها وهربوا ولكنها لم تقدر على منعهم لخوفها من أن يصيبوها بأذى فقالت : ياأمير نحن عايشين فى حماك والبهايم تتسرق
وبعد مدة بسيطة سمعت طرقا على الباب وأحد الأشخاص يناديها ، فنظرت فإذا واحد من الضباط راكبا على حصان وورائه البهائم المسروقة وقال لها إتفضلى ياست (فلانة) البهايم بتاعتك . فاخذت تدعى به وطلبت منه أن ينزل ليشرب الشاى فقال لها : ألا تعرفيننى ، فقالت : لا ، فقال لها : أنا الأمير وفجأة إختفى من أمامها . فجاءت الى الدير وحكت بكل ما حدث معها



سنادة الأسوار:


فى أيام المتنيح القمص غبريال الحومى وكان يقيم بقرية أم خنان القريبة ويحضر
للصلاة كل أسبوع ويرجع ، ولم يكن أحد يبيت فيه فى تلك الأيام. وحدث أنه حدث شرخ كبير فى جزء من السور فى الناحية الغربية وكان السور على وشط الانهيار وبدون أن يعلم به أحد. ولكن القديس تنبه لهدم السور فدبر أنه فى أحد الأيام فى الفجر فى أول النهار أنه ظهر لأحد الفلاحين وهو ذاهب الى حقله بهيئة شخص عادى وقال له أن يذهب الى الأب غبريال فى أم خنان ويقول له: "ياأبونا غبريال الأمير بيقولك السور سيقع من الناحية الغربية والأمير ظهره وجهه من سند السور"..!!!
وفعلا ذهب الرجل الى الأب غبريال وقال له هذا الكلام وقال انه قابله شخص فى الفجر لا يعرفه ولم يره من قبل فتحقق الأب غبريال من هذا الكلام فوجده صحيحا وتم بناء وترميم هذا الجزء من السور.



ينقذه من الموت:


كان المتنيح "إبراهيم بركات" يعيش فى البيت الملاصق للباب الخارجى . وكان المتنيح القمص يوحنا الحومى يترك له مفتاح الباب الخارجى كأمانة الى أن يحضر للصلاة ، وفى أحدى الأيام كان نائما على السطح كعادة أهل الريف وأثناء نومه تقلب فسقط من فوق السطح الى داخل الدير ، وفى أثناء سقوطه تنبه فرأى القديس الأمير تادرس يحمله بين ذراعيه وينزل به فى هدوء الى أن أوصله الى الأرض وهو متعجب. فنادى على زوجته بعد أن أفاق من زهوله التى عندما رأته داخل الدير صرخت فطمآنها أنه بخير وطلب منها أن تفتح له الباب الخارجى ففعلت وهى فى أشد العجب.



شفاء الأعمى:


فى يوم الأحد الموافق 16/11/1975م فى الساعة السادسة مساء وكان يقام بالكنيسة جناز الأربعين لأحد المتوفين فحضرت سيدة تدعى "سعاد حسين إبراهيم" من ناحية ميت غمر- دقهلية . وكانت لا تبصر منذ أكثر من سنة لأنه كان بها روح شرير. وبعد صلاة الجناز توجد القس تادرس يوسف ليصلى أمام جسد القديس الأمير تادرس وفعلا ببركة القديس خرج الروح النجس منها وفتحت فى الحال عينيها وابصرت. ووقفت بنفسها تروى ما حدث لها فى عيد الأمير تادرس الموافق 30/11/1975 ورآها وسمعها الحاضرون.



طوبى لمن لا يشك


كانت السيدة (..... ) وهى مقيمة حاليا فى منطقة بين السرايات – الدقى . هذه السيدة فى فترة من حياتها أصبحت تاجرة مخدرات وهى صاحبة مقهى وهى غير مسيحية . وفى أحد الأيام جاء لها شخص بهيئة ضابط وقال لها: (يافلانة) إبعدى عن بيع المخدرات . فقالت له وقد ظنته من رجال الشرطة:"يابك ليس معى أى مخدرات" فقال لها "لا ، معاك والبوليس هيهجم عليكى الآن ولا يجد معكى شيئا ولكن لا تبيعى الذى معك وإعدميه لأنى أنا الأمير تادرس ، وإختفى من أمامها وفجأة هجم البوليس وفتشوا فى كل مكان ولم يجدوا شيئا.
وبعد إنصرافهم أخرجت ما معها وبدأت تبيعه ، وتقول أنها فى أخر جزء باعته شعرت بألم فى ذراعها أعقبه شلل وبدأت تتردد على الأطباء بدون فائدة الى أن جاءت الى جسد الأمير تادرس . وهنا يتمجد الله أنه لم يتم الشفاء إلا بعد أن عندما دقت صليب بالوشم على ذراعهاظو وندرت أن تحضر جدى ماعز للأمير تادرس.
وتقول إن معجزة أخرى حدثت معها: أنها إشترت جدى ماعز لتربيته بإسم الشهيد لتوفى نذرها ولكن عدو الخير حرك أهل بيتها ورفضوا أن تقدمه للشهيد وقاموا بذبح الجدى ولكن أثناء تسخين الماء لوضعه فيها إذا بها تنسكب وهى تغلى على إبنه الشخص الذى قام بهذا العمل فتسلخها. وصرفت أضعاف أضعاف ثمن الجدى فى علاجها ولكن هذه السيدة جاءت بالبنت للكنيسة لكى يتم لها الشفاء ، وفعلا تم لها ما أرادت.
ومازالت هذه السيدة تأتى بين الحين والأخر لتزور الشهيد أو لتوفى النذر.



يربط اللصوص:


فى أيام المتنيح البابا كيرلس الخامس (1875- 1927م) حدث ترميم بالدير وكانت هناك أخشاب كثيرة ومواد البناء فطمع بعض اللصوص فى سرقتها وفعلا أتوا ليلا وبدأو بحملون الأخشاب على أكتافهم ليهربوا بها ، ولكن الشهيد لم يتركهم فربطهم فى أماكنهم بالأخشاب طوال الليل وهم يحملون الأخشاب وغير قادرين على التحرك الى صباح اليوم التالى.
فأحضروا القمص غبريال فأقروا بخطيتهم فصلى لهم وترجى الشهيد أن يتركهم ، وفعلا تحركوا ولم يعودوا لمثل هذه العمل.



قلعة روحية:


ومرة أخرى يحاول اللصوص إقتحام الدير فلا يقدرون لأنه إن لم يحرس الرب المدينة
فباطلا سهر الحراس كما يقول الكتاب المقدس وتفصيل ذلك أنه: اتفق بعض اللصوص على سرقة الكنيسة ولم تكن الكهرباء قد دخلت المنطقة بعد فى هذا الوقت. وكان الليل ظلاما دامسا فلما جاءوا فى الليل أخذوا يتحسسون الطريق الى الباب الخارجى فلم يجدوه فأخذوا يبحثون عنه مدة طويلة بدون جدوى فإنصرفوا حتى لا يدركهم الصباح.
وفى النهار التالى إتفقوا أن يقوم أحد الأشخاص بدق وتثبيت مسامير كبيرة فى الباب بحجة إصلاح الباب وحتى يهتدوا هم فى الليل اليه. وفعلا قاموا بتثبيت المسامير بدون أن يثيروا أى شك. وفى الليلة التالية جاءوا ليتمموا فعلتهم الرديئة وفى هذه المرة لم يجدوا المسامير مطلقا والأعجب أنهم لم يجدوا الباب نفسه ولم يقدروا أن يتسلقوا السور لأنهم فى تلك الليلة رأوا فوقه منظر أعجب ، فالسور عبارة عن نار وفوقها حراب. فرجعوا خائفين ولم يرجعوا مرة أخرى بشر للمكان. وحكوا هذه القصة للمرحوم إبراهيم بركات الذى أخبر الكاهن بما حدث



شفاء المرضى:


الإسم حسن محمود ، العنوان قرية أبو صير الواقعة غرب الدير. هذا الرجل كان مريضا مرضا شديدا وأعياه المرض وذهب الى أطباء كثيرين ولمدة طويلة بدون فائدة وبدون أى نتيجة وذلك ليتمجد الله فى قديسيه- لكن إيمانه فى بركة الشهيد قادته الى حيث جسد القديس ، وبعد أن دخل وهو محمول خرج وهو معافى ببركة الشهيد.



يظهر للصوص:


فى إحدى الليالى نسى البعض الباب الخرجى مفتوحا بدون أن يقفله أحد ، وفى أثناء الليل مر أحد الخفراء المكلفين بالحراسة فرأى الأبواب مفتوحة فدخل طمعا فى سرقة الأوانى النحاس الموجودة بمطبخ الدير ، وهنا نتركه يكمل حديثه فيقول: عندما رأيت الباب بهذا الشكل دخلت وتخطيت الباب الكبير وقبل أن أدخل الى الباب الوسطانى أبصرت فجأة أمامى ضابط عظيم راكب على حصان فإرتبكت عندما أبصرته ولكنى حييته كعادة الخفراء وفجأة صرخ فى: رايح فين يابشندى (وكان هذا إسم الخفير) فإرتبكت وخفت وقلت: داخل أتمم يابيه ، فرد على: هل التمام من الداخل أم من الخارج إنت داخل تسرق إنجر (إناء من النحاس) وعندما سمعت هذا سقطت على الأرض مكانى ولم أقدر على الحركة وعندما أفقت لم أقدر أن أحرك جسمى فقد اصبت بشلل فزحفت على يدى الى أن وصلت للباب الخارجى وناديت على الخفراء زملائى فحملونى وبسبب هذه الحادثة طردت من عملى وأصبت بالشلل ولم أشف الا عندما رجعت مرة أخرى اطلب السماح والعفو.



ظهور الشهيد:


إن ظهورات القديس والأعمال العجائبية التى تحدث كثيرة جدا وأكثر من أن تقع تحت حصر وبعض هذه الظهورات فردية أو لجماعة أو لابلاغ رساله ما. هذا بالاضافة الى وجود الأباء السواح كثيرا فى هذا المكان الطاهر. وسأكتفى هنا بسرد عدة مرات حدث فيها هذا:
يقول السيد/أديب حنين المقيم بناحية ام خنان : فى سنة 1970م تقريبا حدث ظهور الأمير تادرس لوالدتى وكان كالآتى: كان والدى يعمل القربان المقدس فى أحد الأيام ، فطلب من والدتى أن تقوم بغسل وعاء العجين (الماجور) قبل أن تنام فتضجرت والدتى خاصة لأن والدى كان يعمل القربان لكنيسة الأمير علاوة على كنيسة ماجرجس بأم خنان وقالت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق