الرب الصالح يُكفِّر عن كل مَن هيأ قلبه لطلب الله الرب ( 2أخ 30: 18 ، 19)
الكتاب المقدس ”كتاب الله“، يُعلن لنا مَن هو الله، ويحدِّثنا عن العديد من صفاته. فيُخبرنا أنه: سرمدي، أي لا بداية له ولا نهاية. وهو القدير، بل هو كُلي القدرة، لا يعسر عليه أمر. وهو العليم، بل كُلي العلم، فمعرفته لا حدود لها، وتُلِم بكل شيء في الماضي والحاضر والمستقبل. ثم إنه كُلي التواجد، فلا حدود لوجوده من جهة الزمان أو المكان. ثم أنه القدوس، وقداسته مُطلقة، وهو المتفرِّد في القداسة. وهو البار، العادل بلا حدود. وهو الرحيم الرؤوف، اللطيف بالعباد.
كما أنه مُطلق السلطان، إذ هو جالس على العرش، «يفعل كما يشاء في جُند السماء وسكان الأرض». ويعلن الكتاب المقدس، في مرات تجلّ عن الحصر، هذه الحقيقة: أن «الله صالح». إنه صالح في ذاته، بل هو الوحيد الصالح. قال المسيح: «ليس أحدٌ صالحًا إلا واحدٌ وهو الله» ( مت 19: 17 ).
ولأن الله صالح، خلقنا كأروع ما يكون الخلق. ثم دخلت الخطية وتشوَّه الإنسان، فلماذا لم يلاشِنا الله عندما أخطأنا؟ ولماذا تنازل هذا الخالق العظيم لفدائنا؟ الإجابة الوحيدة هي صلاح الله.
ويعطي الرب لإرميا النبي صورة توضيحية لذلك، فيقول: «نزلت إلى بيت الفخاري، وإذا هو يصنع عملاً على الدولاب. ففَسَد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري، فعاد وعمله وعاءً آخر كما حسنُ في عيني الفخاري أن يصنعه» ( إر 18: 3 ، 4).
لو أن الله طرحنا في جهنم فور وقوعنا في الخطية، لكان هذا عدلاً، لكن أن يصبر علينا، فهذا من رحمته، وغفرانه لنا هو من غنى نعمته، ووصولنا إلى السماء هو من مُطلق صلاحه، فليس لأحد منا حق في هذا على الإطلاق. فنحن بالخطية ما عُدنا نستحق شيئًا سوى الموت والطرح في بحيرة النار.
ذكر الملك حزقيا شيئًا عن هذا المعنى لمّا قال للشعب: «الرب الصالح يكفِّر» ( 2أخ 30: 18 ، 19). فلقد أدرك الملك أن الله لو كفَّر عن خطايا شعبه، فهذا يكون من مُطلق صلاحه. ونحن نعلم أن الكفارة كلَّفت الله بذل ابنه الوحيد، ربنا يسوع المسيح، على الصليب، وعليه فيمكننا القول إن الجلجثة هي مقياس صلاح الله. ويا له من مقياس!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق