السبت، 28 أغسطس 2010

ألقاب الثالوث الأقدس القمص زكريا بطرس



الفصل الأول

الله الآب

مفهوم كلمة الآب:

إننا نحن المسيحيين لا نقصد بهذا اللفظ المعنى الجسدي، بل هناك معان أخرى كثيرة منها:

أولاً: المعنى المجازي:
فالله هو مصدر كل الكائنات وخالقها فيسمى أبا المخلوقات جميعها لا سيما العاقلة ، كما يقول النبي موسى: "أليس هو أباك ومقتنيك. هو عملك وأنشأك" (تثنيه32: 6) أو كما قال النبي أشعياء: "يا رب أنت أبونا" (اش64: 8).
وفي العهد الجديد ، أعلن الرسول بولس: "لنا إله واحد، الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له" (1كو8: 6).
وبهذا المعنى، ترد لفظة (الآب) في اللغة مثل أبو الخير، أبو البركات، وأبو الفضل … وغيرها، حيث لا يؤخذ بمعنى التوالد أو التناسل الجسدي،بل بالمعنى المجازى.

ثانياً: المعنى الشرعي:
ففي حالة التبني، لا تعنى لفظة "الأب" أنه قد أنجب الابن المتبني، بل انه قبله في محل ابن، ومنحه كامل الحقوق الشرعية. واعتبر نفسه مسؤولاً عنه، ملتزماً به كأب حقيقي. ويقول الرسول بولس في هذا ". . . أخذتم روح التبني الذي به نصرخُ: يا أبَا الآب" (رومية 8: 15) أو "لننال التبني" (غلاطية 4: 5) فأبوة الله لنا مبنية على حقوق شرعية إلهية.

ثالثاً: المعنى الروحي:
بعد أن سكب الله روحه القدوس في قلوب جميع المؤمنين، ولدوا ثانية بالمعمودية ولادة روحية، متجددين بفعل هذا الروح الإلهي القدوس، وبهذا يتم في المؤمنين القول أنهم مولودين من الله: "الذين ولدوا …. من الله" (يوحنا1:13)
وقد علمنا يسوع المسيح أن نصلي قائلين : "أبانا الذي فى السموات، ليتقدس اسمك" وبناء عليه لا يحق لأي إنسان عادي أن يدعي بأنه ابن لله، وأن الله أبوه، ما لم يحصل على التبني الروحي ومسحة الروح القدس.

رابعاً: المعنى الجوهري:
كعلاقة النار والنور، فالنار تلد النور الذي هو من طبيعتها ذاتها. ولهذا نقول في قانون الإيمان المسيحي عن الكلمة "أنه نور من نور". ونقول أيضا أنه "واحد مع الآب في الجوهر".
وبهذا المعنى ينتفي ما يتهمنا به البعض بأن هناك علاقة جسدية أو مادية في تعبيرنا عن الآب والابن، وإنما هي علاقة لاهوتية جوهرية.
مما سبق إيضاحه ترى إذن أننا لا نؤمن بأبوة الله بطريقة جسدية، أو تناسلية بل بطريقة أخرى مثل:
- أبوة مجازية: كأب للخليقة.
- أبوة شرعية: كأب للبشر.
- أبوة روحية : كأب للمؤمنين.
- أبوة جوهرية: في علاقته بالكلمة المتجسد في المسيح.




الفصل الثاني

الابن
مفهوم كلمة ابن:

في قولنا المسيح ابن الله لا نقصد أن المسيح جاء عن طريق تزاوج جسدي. فقولنا "ابن" لا نقصد بها العلاقة الجسدية أو الولادة التناسلية … وإنما نقول المسيح ابن الله أي أنه جاء من عند الله. فالله هو روح، لذا تنبع بنوة المسيح من أبوه الله الجوهرية كما سبق إيضاحه.
و لقد استخدمت كلمة "ابن" في اللغة العربية والقرآن والحديث بهذا المعنى أي ليس للدلالة على التوالد التناسلي كما يتضح مما يلي:

أولا: كلمة ابن في اللغة:
في كثير من التعبيرات اللغوية تستخدم كلمة ابن لا للدلالة على التوالد التناسلي كقولنا عن الطلبة "أبناء العلم" وعن المواطنين "أبناء الوطن" وعن المصري "ابن النيل" وعن الأعرابي "ابن البادية"… وعن الكلمة التي يتكلم بها الإنسان "بنت شفة" فنقول مثلا:
"لم ينطق الرجل ببنت شفة، أي أن الرجل لم ينطق "بكلمة".
ثانيا: كلمة ابن في القرآن :
جاءت في القرآن كلمة "ابن" لا لتفيد التوالد التناسلي كما يتضح لك مما يلي:
1- سورة البقرة آية 215:
"قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل" ويقول المفسرون كلمة "ابن السبيل" تشير إلى المسافر.
2- وقال الإمام النسفي والشيخ حسنين مخلوف "دعي ابن السبيل لملازمته للطريق" (تفسير النسفي جزء 1 ص 86،صفوة البيان القرآن الشيخ حسنين مخلوف جزء 1 ص 80).

3- حديث قدسي:-
جاء في حديث قدسي "الأغنياء وكلائي والفقراء عيالي" أي أولادي فهل يفهم من هذا أن الله أخذا زوجة وأنجب منها أولاداً هم الفقراء؟ حاشا!
إذاً فكلمة "ابن الله" لا تفيد التوالد التناسلي بالطريقة البشرية وإنما قصد بهذا القول نسب المسيح إلى الله، وليس في ذلك كفر ولا إشراك! لأن بنوة المسيح تنبع من أبوة الله الروحية. فالله هو الآب والمسيح هو الابن بالجوهر وبالمعنى الوحيد الخاص الذي لا ينطبق على غيره.

الفصل الثالث
الروح القدس

قد مر بنا الحديث عن الروح القدس أنه هو روح الله وقد ورد ذكره في القرآن في مواضع كثيرة منها:
1- سورة يوسف آية 87:
"ولا تيئسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون"
2- سورة البقرة آية 87 ،253:
"وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس "
3- وقال الإمام النسفي "بروح القدس أي الروح المقدسة … أو باسم الله الأعظم" (تفسير النسفى جزء1 ص 56).
4- سورة المائدة أية 110:
"أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس".
5- وقال السيد عبد الكريم الجبلي عن الروح القدس أنه غير مخلوق وغير المخلوق أزلي والأزلي هو الله دون سواه. (مجلة كلية الآداب سنة 1934)
6- وقال أيضاً الشيخ محمد الحريري البيومى: روح القدس هو روح الله وروح الله غير مخلوق. (الروح وماهيتها ص 53).
هذا هو الثالوث
الأقدس
فى الله الواحد الذى نؤمن به وهذا هو سر تسميته بالآب والابن والروح القدس.
*فالآب لقب الأبوة الجوهرية في الله.
*الابن لقب كلمة الله الظاهر في الجسد.
*والروح القدس هو روح الله القدوس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق