عند خروج روح السيد المسيح على الصليب ، حينما قال : " يا أبتاه : فى يديك استودع روحى " ( لو 23 : 46 ) . هل انفصل لاهوت المسيح عن ناسوته ؟ أو هل يمكن ان يموت كلمة الله على الصليب دون ان يموت اللاهوت ؟
الجواب
• السؤالان حول قضية واحدة ... وللاجابه نسأل السؤال التالى : هل روح الإنسان تموت بموت الجسد ؟ طبعاً الروح لا تموت إنما الجسد هو الذى يموت. فإن كنت أنا الإنسان المسكين حينما أموت ، جسدى فقط هو الذى يموت وروحى لا تموت ، فبالأولى حينما نتكلم عن اللاهوت والناسوت لله الكلمة ,
• ناسوت المسيح يمكن ان يموت دون أن يموت اللاهوت ، ومعلمنا بطرس الرسول يورد الآيه التالية التى تدل عن ذلك : " مماتاً فى الجسد ولكن محيىً فى الروح . الذى فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن " ( 1 بط 3 : 18 ، 19 ) . مات السيد المسيح على الصليب بالجسد ( جسدياً ) ولكن روحه الانسانية لم تمت ، فبالأولى لم يمت لاهوته.
• أما للإجابة على التساؤل بخصوص انفصال لاهوت المسيح عن ناسوته عند خروج روحه على الصليب ، فإننا نقول المثال التالى للتوضيح :
إذا غمسنا ورقة نشاف فى حوض زيت حتى تم امتصاص الزيت بواسطة النشاف، فهل اذاً قطعنا ورقة النشاف وهى بداخل حوض الزيت الى قطعتين ، هل ينفصل الزيت عن اى جزء من الورقة ؟ طبعاً لا ينفصل لانه متحد أصلاً بالورقة .
هكذا انفصل الروح الانسانى للمسيح عن جسده الانسانى ، لكن اللاهوت المالئ الوجود كله كان متحداً بكل من الروح والجسد . إذا ذهب الروح الى الجحيم او الى الفردوس ففى جميع الاحوال الاتحاد الطبيعى الاقنومى قائم بين اللاهوت والناسوت . كما أن اللاهوت مالئ الوجود كله ، فلماذا تنفصل عنه ؟ الذى انفصل هو الكيان الانسانى فقط ( الروح من الجسد ) لكن اللاهوت لم ينفصل لا عن الروح ولا عن الجسد.
• وهكذا نصلى فى القسمة السريانية فى القداس الالهى : ( واحد هو عمانوئيل إلهنا ، وغير منفصل من بعد الاتحاد وغير مفترق الى طبيعتين ، هكذا نؤمن وهكذا نعترف وهكذا نصدق) .
مع ملاحظة ان اللاهوت ليس هو الورح الانسانى للمسيح . فاللاهوت أزلى والروح الانسانى له بداية . واللاهوت غير محدود ، والروح الانسان محدود . الروح الإنسانى خُلق أصلاً على صورة الله ومثاله ، ولكن اللاهوت كائن منذ الأزل كما قلنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق