الجمعة، 27 أغسطس 2010

أفضل طريقة للصلاة بالأجبية‏


By
Fr aghnatious Ava Biahoy

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس الأسقف العام

- أفضل طريقة للصلاة بالأجبية

10. ردد الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح أثناء صلاة المزامير، فكلما قابلتك في المزمور كلمة "الرب أو يارب" أنطق بعدها اسم " يسوع المسيح" مثل:

+ "يارب (يسوع المسيح) لماذا كثر الذين يحزنوننى" (مز 3).

+ " أنصت يا رب (يسوع المسيح) لكلماتى واسمع صراخى" (مز 5).

" يا رب (يسوع المسيح) لا تبكتنى بغضبك ولا تؤدبنى بسخطك " (مز 6).

+ "أيها الرب ربنا (يسوع المسيح) ما أعجب اسمك في الأرض كلها" (مز 8).

+ "خلصنى يا رب (يسوع المسيح) فإن البار قد فنى" (مز 11).

+ "احفظنى يا رب (يسوع المسيح) فانى عليك توكلت. قلت للرب (يسوع المسيح) أنت ربى ولا تحتاج إلى صلاحى" (مز 15).

وهكذا تصلى المزامير التى هى تسابيح العهد القديم، تصليها بروح العهد الجديد عهد النعمة فتجد لها طعما آخر وتمتلئ نفسك تعزية وفرحا.

فقد قال الشيخ: "ليس هناك فضيلة تشبه فضيلة مداومة الصلاة والتضرع باسم ربنا يسوع المسيح في كل حين".

وقال آخر: "يجب أن يعلم الأنسان أن مداومة ذكر اسم القدوس ربنا يسوع المسيح هو الذي يحرسه تحت ستر رحمته".

وقال آخر:"داوم على ذكر الأسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح فهذه هى الجوهرة الثمينة التى باع التاجر الحكيم كل أهوية قلبه واشتراها وأخذها إلى داخل قلبه فوجدها أحلى من العسل والشهد في فمه، فطوبى لذلك الانسان الذي يحفظ هذه الجوهرة في قلبه فانها تعطيه مكافأة عظيمة في مجد ربنا يسوع المسيح".

+ وسأل أخ شيخ "يا أبى ماذا أعمل بهذه الحروب الكائنة معى؟" أجابه الشيخ "ان مداومة اسم الرب يسوع تقطع كل آكله (كل شر)".

+ وحدث أن زار الأنبا بيمن الأنبا مكاريوس الكبير، وقال له: يا أبى ماذا يعمل الانسان لكى يقتنى الحياة؟

أجابه الشيخ: ان أنت داومت كل حين على طعان الحياة الذي للاسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح بغير فتور فهو حلو في فمك وحلقك، وبترديدك اياه تدسم نفسك وبذلك يمكنك أن تقتنى الحياة". (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). (بستان الرهبان طبعة مطرانية بنى سويف ص 258 – 260).

11. ياليتك عندما يأتى ذكر التمجيد لله (الذكصا) أو ذكر السجود لله والتقديس لاسمه المبارك العظيم في المزامير أو الأناجيل أو القطع أو التحاليل ترشم ذاتك بعلامة الصليب وتسجد إلى الأرض ثم تقوم لتكمل مزمورك، أو على الأقل تنحنى مع رشم ذاتك بعلامة الصليب، فكثرة السجود في لصلاة تعطى النفس انسحاقا وحرارة.

12. اقرع صدرك بانسحاق عند ذكر الخطية وتقديم التوبة وطلب الرحمة مثل:

"ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك ... ارحمنى يا الله فإنى أخطأت إليك... ارحمنى يا الله ثم ارحمنى... خطيتى أمامى في كل حين... توبى يا نفسى مادمت في الأرض ساكنة".

لأن قرع الصدر يساعد على انسحاق القلب وجمع العقل.

13. إذا أستطعت أن تصلى كل ساعة من سواعى الأجبية منفردة وفى وقتها المعين فحسنا تفعل لكى تتذكر المناسبة التى تريد الكنيسة أن تجعلك تعيش فيها كمناسبة الصلب أو القيامة أو المجئ الثانى أو غير ذلك.

وإذا لم تستطع تنفيذ ذلك لمشغولياتك فيمكنك أن تصلى كل مجموعة من السواعى مع بعضها، فمثلا في الصباح الباكر تستطيع أن تصلى باكر والثالثة والسادسة، وبعد رجوعك من العمل وقبل الأكل تصلى التاسعة وفى المساء تصلى الغروب والنوم معا، وقبل أن تنام تصلى صلاة نصف الليل. وهكذا تكون قد أكملت صلوات السواعى السبع بالأجبية.

ويمكنك استخدام طريقة أخرى تناسب ظروفك. المهم أن تنتهى من السبع صلوات في نهاية يومك وقبل نومك.

14. يحسن أن تصلى صلوات كل ساعة كاملة كما هى، ولكن ان أشار عليك أب اعترافك ببعض التعديلات الملائمة لظروفك الروحية والجسدية وظروف العمل والصحة، كأن يشير عليك بتلاوة عدد مزامير أقل من الموجود في كل ساعة فليكن لك ذلك على شرط أن تتدرج حتى تصل إلى العدد الكامل لمزامير كل ساعة عندما تتيح لك ظروفك وحالتك ذلك.

15. لا تنسى الصلاة الأرتجالية في نهاية الصلاة بالمزامير، فصلاة المزامير هى التمهيد واعداد النفس للدخول في الصلاة الارتجالية التى تقدم بها بكلماتك الخاصة أشواقك وشكرك وتسبيحك، وتعرض أمام الله متاعبك وآلامك وآمالك وتبثه شكواك، فتجد منه أذنا صاغية وقبولا واستجابة.

تصلى صلواتك الارتجالية بأسلوبك الخاص ولكن على نمط صلوات الأجبية بما فيها من عناصر الشكر والتوبة والتسبيح وطلب الرحمة والمعونة، وبالجملة أطلب كل ما هو صالح وموافق لمشيئة الله ولا يتعارض مع وصيته المقدسة.

ويقول يوحنا الرسول "وهذه هى الثقة التى لنا عنده انه أن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا" (1 يو 5: 14) كما يقول أيضا "مهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه (1يو 3: 22)".

16. بعد انتهاء الصلاة – ان كان لديك وقت – اجلس فترة قصيرة صامتا، أولا لكى تستريح جسديا من عناء الصلاة والجهد الذي بذلته فيها، وثانيا لكى تتشبع وتتشرب بروح الصلاة، فالصلاة القوية المتبوعة بفترة صمت تنشئ في كياننا شبه طبقة جديدة من السلام والروحانية، وان كنا لا نعى ذلك غالبا.

17. إذا تعذر عليك تلاوة بعض الصلوات كاملة خصوصا صلوات النهار بسبب المشغولية أو الوسط المحيط أو لأى سبب آخر، فيمكنك حفظ بعض مزامير منها لتلاوتها عن ظهر قلب أثناء العمل وبين الناس ودون أن يحس بك أحد ويمكنك أيضا تلاوة بعض القطع أو التحليل. المهم ألا تفوت عليك الساعة السادسة مثلا (12 ظهرا) أو التاسعة (3 ظهرا) الا وتتذكر الساعة والمناسبة وتتلو ما يمكنك تلاوته منها، لأن هذا النظام يحفظك في علاقة دائمة مع الله ويحفظك من الوقوع في أخطاء وخطايا كثيرة لأن ذكر الله يقدس الفكر والقلب واللسان ويحفظ الانسان في مخافة الله ومحبته على الدوام كنصيحة الحكيم "كن في مخافة الرب اليوم كله" (أم 23: 17).

ويقول مار اسحق السريانى "إذا شئت التمتع بحلاوة الصلاة بالمزامير والتنعم بمذاقة الروح القدس فيها دع عنك الكمية، يكفى أن يكون عقلك فاهما ومستوعبا لمعانى الصلاة فيتحرك فيكم الشعور بتمجيد الله"

18. احذر الطياشة أثناء صلوات المزامير، لأنه من حيل الشيطان أن يحاول سحبنا إلى أفكار ومواضيع بعيدة كل البعد عن موضوع الصلاة، فاذا تجاوبنا معه خسرنا خسارة كبيرة، وأضعنا على أنفسنا بركة الصلاة والشخوص في حضرة الله والتركيز في مخاطبته وشكره وتسبيحه مما يعتبر إهانة لله لا تمجيد لله.

ويقول القديس مار آفرام السريانى "من يصلى بذهن حاضر وفكر مجموع يذل فخر الشياطين، والذى يصلى بعقل مشتت وبعدم اكتراث يسخر منه الشياطين ويستهزئون به".

ويقول القديس برصنوفيوس " ان الصلاة الكاملة هى أن نخاطب الله بلا طياشة عقل ولا حس العالم".

ويقول قديس آخر " في صلاتك خاطب الله كأنك مشاهد له لأنه بالحقيقة حاضر"

19. إذا تأخرت بعض صلواتك وأردت تأديتها في أى وقت فهذا جيد ومفيد، ويقول مار اسحق "حتى لو كان الوقت عشاء أبدأ بصلاة باكر بلا اضطراب لأن الهنا متى دعى أجاب".

20. اعلم أن الرب يسر بالصلوات والتسابيح الروحانية، ويحل بمجده في المكان وعلى الشخص الذي يصلى بالروح والحق ويملأه من البركات والمواهب ويصبح قريبا منه يسمع لصلواته ويستجيب لطلباته كما هو مكتوب "ولما انتهى سليمان من الصلاة نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة والذبائح (دليل قبول الله لها ومسرته بها) وملأ مجد الرب البيت، وكان جميع بنى إسرائيل ينظرون عند نزول النار ومجد الرب على البيت، وخروا على وجوههم إلى الأرض على البلاط المجزع، وسجدوا وحمدوا الرب لأنه صالح وإلى الأبد رحمته (2 أى 7: 31) ".

+ وكان لما صوت المبوقون والمغنون كواحد صوتا واحدا لتسبيح الرب وحمده ورفعوا صوتا بالأبواق والصنوج وآلات الغناء والتسبيح للرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته أن البيت بيت الرب امتلأ سحابا ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب لأن مجد الرب ملأ بيت الرب" (2 أى 5: 13، 14) ".

فالصلاة النقية التى يبذل فيها الانسان جهدا وعناية واهتماما ووقارا يفرح بها الرب ويستمع لها ويقبلها ويبارك قائلها ويبارك المكان الذي ترتفع منه هذه الصلاة النقية حسب وعده المبارك "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك اكون في وسطهم" (مت 18: 20 ) وحتى لو كان المصلى فردا واحدا يتمتع أيضا بهذا الوعد المبارك من الله المحب الأمين إذ أن الانسان مكون من جسد ونفس وروح، وهؤلاء الثلاثة لو اشتركوا في الصلاة بقوة واهتمام وانسجام وروحانية لفازوا بهذا الوعد المبارك.

ليعطينا الرب أن تقدم له صلوات روحانية مقبولة يتنسم منها رائحة الرضا (تك 8: 21) ويتلذذ بها حسب قوله "لذاتى مع بنى آدم " (أم 18: 31).

--

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق