الجمعة، 31 ديسمبر 2010

المسيح الحلو - راحة النفوس‏

By
Fr aghnatious Ava Biahoy

المسيح الحلو + راحة النفوس


هكذا قال الرب.قفوا على الطريق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة اين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم.ولكنهم قالوا لا نسير فيه. ار 6 : 16



احملوا نيري عليكم وتعلموا مني.لاني وديع ومتواضع القلب.فتجدوا راحة لنفوسكم ( المسيح الحلو ) مت 11 : 26




الذين قال لهم هذه هي الراحة( يسوع الحلو ).اريحوا الرازح وهذا هو السكون.ولكن لم يشاءوا ان يسمعوا.أشع 28 : 12

بترجمة أخري :

وهو الذي قال لهم: «هذه هي أرض الراحة، فأريحوا المنهك؛ وهنا مكان السكينة. ولكنهم أبوا أن يطيعوه


العالم وضع في الشرير نعلم اننا نحن من الله والعالم كله قد وضع في الشرير 1يو 5: 19

لان العالم هو المكان الذي ُطرد اليه آدم وبنيه من الفردوس ,ولكن يسوع الحلو جاء الينا وخلصنا من اللعنة والطرد وردنا مرة أخري الى مكانتنا الاولي كأبناء لله ,ووارثين الله بالمسيح.

والعالم يتحرك نحو الزوال والانتهاء وكل من هو من الله وليس من هذا العالم يدوس على هذا العالم ويحتقره ,وينتظر خروجه من العالم لانه طالما هو في العالم فلا يمكن أن يجد راحة أو استقرار في العالم !

والعالم أيضا لا يحب من هو من الله بل يضطهده وكلما داس الانسان الذي من الله على العالم وأحتقره كلما زاد اضطهاد العالم له فهناك صراع واجب بين أبناء الله وبين العالم


قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام.في العالم سيكون لكم ضيق.ولكن ثقوا.انا قد غلبت العالم يو 16 : 33


والضيق الذى فى العالم هو ضريبة طبيعية لكل من يرفض العالم ولا يحبه كرامة لمحبة الملك المسيح ,فلا يستطيع الانسان أن يجمع أبداُ بين حب يسوع وحب العالم لانه أما تكون خاضع للعالم وتُُطيعه مع شهواته فتكون عدو لله او تطيع يسوع الحلو وتخضع لحبه فتصير عدو للعالم ::

لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم.ان احب احد العالم فليست فيه محبة الآب. 1يو 2 : 15
أما تعلمون ان محبة العالم عداوة للّه.فمن اراد ان يكون محبا للعالم فقد صار عدوا للّه.يع 4 : 4


ولهذا يجب أن يكون الانسان المحب للمسيح على دراية كاملة واستعداد لقبول ضريبة محبة المسيح من ضيقات عديدة من العالم ,وليعلم كل من وضع محبة المسيح في قلبه راسخة وتمتع بها ,انه سوف ينتظره ضيقات واضطهاد كضريبة طبيعية لمحبة يسوع الحلو ورفض العالم .

وجميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون 2تي 3 : 12

وهكذا العالم يضغط وبقوة على تابعي المسيح والتى محبة المسيح تحصرهم ,وشخصه الالهي أنكشف أمام عيونهم وتلذذوا بحبه وقلوبهم تبعته أينما هو يكون .

وكلما ازدادت محبة المسيح في قلوبهم زادت ضيقات العالم واضطهاده عليهم بغرض أن تضعف إيمانهم وتشكك نفوسهم في هذا الحب الذي هو بمثابة كنز عظيم .

وكثيرا جدا ما تتجمع الهموم والضغوط على اولاد الله من الداخل ومن الخارج أيضا حتى يصبحون مكتئبين في كل شيئ :

لاننا لما أتينا الى مكدونية لم يكن لجسدنا شيء من الراحة بل كنا مكتئبين في كل شيء.من خارج خصومات.من داخل مخاوف. 2كو 7 : 5

ولكن كل هذا لاشيئ ومهما تعاظمت الضيقات وبلغت أقصي حد لها فهي لاشيئ لماذا ؟
لان من يحب يسوع الحلو وغرق في حبه وشرب حبه وأرتوي به فصار يسوع الحلو هو نصيب حياته .

هذا لا يخاف الضيقات مهما كانت قسوتها وشدتها بسب ان يسوع الحلو هو راحة كل النفوس هو له راحة من جميع الضيقات اى ضيقات تنكسر امام يسوع الحلو

ويسوع الحلو يضع قانون عجيب فى تحمل هذه الضيقات والتغلب عليها فهو يُنادى أحبائه قائلاُ:

احملوا نيري عليكم وتعلموا مني.لاني وديع ومتواضع القلب.فتجدوا راحة لنفوسكم ( المسيح الحلو ) مت 11 : 26

المسيح يطلب من أحبائه أن يقبلوا الضيق لا يهربوا منه! (أحملوا نيري عليكم ) وأن يكونوا مثله ويتعلموا منه .هو الذي :
ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه أشع 53 : 7

العجيب أن يسوع يقول أقبلوا الضيق كما قبلته أنا بهدوء وصمت ,وبدون تذمر ولكن قبول من يد الاب وليس من الظروف او القدر!

قبول الضيق من يد الاب يرفع الانسان فوق الضيق مهما كانت شدة الضيق ,لان قبول الضيق من يد الله بأيمان دون النظر الى الضيق وتوابعه بل النظر الى يسوع الحلو الحاضر معنا دائماُ فى كل ضيق ,فالعجيب من يقبل الضيق من يد الله بأيمان ,فورا يكون له يسوع الحلو راحة لنفسه بتحدى جميع الضيقات وشدتها وقسواتها وسلطانها .

فمن يتجرأ ويتشجع قلبه فى قبول الضيقات التى يسمح بها يسوع له كضريبة حب ومحبة ,يتحدي سلطان الضيقة وجبروتها وقوة دمارها على الانسان الضعيف ,حيث يكون التحدى هنا ليس بين الانسان الضعيف وبين قوة وجبروت الضيقات الغاشمة ,ولكن التحدي يكون بينها وبين الله

فالله هو الذى وضع هذا التحدى حيث أمر الانسان الضعيف أن يقبل الضيقة ويحملها عليه ___احملوا نيري عليكم _____ والله هو الضامن أن يجد الانسان راحة رغم الضيقة! ______.فتجدوا راحة لنفوسكم_______

هل يمكن أن يحمل الانسان النير ويقبل الضيقة الشديدة ورغم ذلك يجد راحة لنفسه ؟
هذا يحدث فقط في المسيح الحلو وبضمان من ذاته هو لانه هو القادر على كل شيئ .

المسيح العجيب جعل نقطة التلاقي الشديدة وبوضوح شديد معه في الضيقة ,بل جعل الضيقة هي نيره وجعل قبول الضيقة برضي ومن يد الله هي قبول ليسوع نفسه !

من يرضى بالضيقات والشدائد بدون تذمر يصبح يسوع هو نصيب نفسه وتتحول مشاعره من الخوف من بطش الضيقه الى النظر الى يسوع والتمسك به أكثر ,ومن يتمسك بيسوع ويترجى اسمه يجد راحة لنفسه ,راحة فوق جميع تصورات وتوقعات الانسان.

الحقيقة يسوع المسيح الحلو هو فعلا راحة جميع النفوس ,ومن يعتقد بوجود راحة لنفسه فى آخر غير يسوع الحلو يخدع نفسه خداع شديد .

ولهذا روح الله القدوس دائما يحس روح الانسان ويوجه نفسه دائماُ الى أن راحة نفسه هي في شخص يسوع المسيح فقط ,وعندما لا يسمع له الانسان يظل يئن فيه ويترجاه كما تترجى الام ابنها لكي يكسب الحياة ولا تفوته راحة نفسه .

فيسوع الحلو هو راحة النفس وهذا بأعلان منه شخصياُ ويدعونا أن نرتاح فيه وراحة فائقة ولكن باب الدخول الى راحته هو الضيقات والشدائد وهذا هو العجب!

هذا قانون ألهي وضعه الله شخصياُ هو ضد عقل ومنطق عقل الانسان ,من يحمل النير _نير المسيح _ بودعة وتواضع القلب يجد راحة لنفسه !!

والامر يحتاج للايمان بصورة ضرورية الايمان بقوة الله القادر على كل شيئ مقابل الإنسان الضعيف شديد الضعف .

منطق الإنسان يُقرر أن حمل النير يؤدى الى ضعف الإنسان وضياع قوته وعزيمته في النهاية,ولكن منطق الله عكس هذا ,من يحمل النير ولا يهتم بجسده ويقبل انحلال الجسد وضعفه بل يقبل بإيمان فناء الجسد نفسه مؤقتاُ يجد راحة لنفسه في المسيح يسوع.

من الضروري جداُ أن لا تزداد محبة الانسان لجسده عن محبة الله وهذه موقعة هامة من مواقع الحب بين الانسان والله ,أنه مجال هام على مدار العمر كله لإظهار محبة الله وتعليتها في قلب الانسان على حساب محبة الجسد .

تبدأ منذ الشباب حينما يطلب روح الله القدوس من الانسان أن يصير عدواُ لشهوات العالم الشريرة ,ويرفض أعمال الجسد الشريرة الى حد الموت الكامل عنها لانها بمثابة عبادة الأوثان:

فاميتوا اعضاءكم التي على الارض الزنى النجاسة الهوى الشهوة الرديّة الطمع الذي هو عبادة الاوثان كو 3 : 5

وهكذا محبة الله لابد أن تتفوق على محبة الجسد على مدار العمر كله ,وفى النهاية لابد أن يستقر في القلب أن الجسد الذي يحبه الانسان سوف يترك الانسان ويخور وينتهي الى لاشيئ وكلما مر الزمن كلما ضعف الجسد وفقد من قوته وأصبح ثقيل على الانسان ومصدر التعب والالم .

ولهذا لابد أن يكون على الدوام في قلب الانسان مسرة أعظم فى ترك هذا الجسد والاستقرار في الله ,لابد أن يستقر في قلب الانسان أن الاستيطان عند الرب أفضل كثيرا عن الاستيطان في الجسد :
فنثق ونسرّ بالأولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب 2كو 5 : 8
فالجسد ليس هو المسكن الابدي بل لنا مسكن أبدي مصنوع بيد الله ,ليس بيد بشر ,وهذا هو الذي سوف نستوطن به عند الله وبه سوف نسلك بالعيان مع الله ,فعندما يُهدم هذا الجسد الارضي المبني بمشية الجسد ,سوف نأخذ عوض عنه بناء آخر ابدي خفيف مناسب جدا لكل ما أخذناه بالروح :

لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي. 2كو 5 : 1

فنحن لا نؤمن بالله خارج عنا بل اليوم يطلب منا الله الايمان به وبقدرته بعد أن أتحد بنا وأعلان لنا ذاته ومحبته الشديدة لنا ,فنحن نؤمن بيسوع الحلو حبيب نفوسنا ,ونسلم له نفوسنا ونحن في غاية الاطمئنان لاننا أختبرنا حبه وحنانه .

وهكذا وبفعل هذا الحب الذي سكن نفوسنا ,نتحول الى النظر الى شخص يسوع الحلو الحاضر معنا في كل حين وهو نصيب نفوسنا وكنزها الحقيقي ,ننظر اليه ونضع كل ثقتنا الكاملة في شخصه الالهي .
هو الوحيد راحة نفوسنا من كل شيئ ,العالم اليوم يضغط بقوة وبعشوائية على كل من هم فيه حتى على أولاده مزيد من الالم والقلق يسود العالم اليوم.

أمراض ليس لها عدد ,زلازل وحروب وأخبار حروب ,فقر وضيق فى كل شيئ هذا هو العالم اليوم وليس هناك وعد من أى جهة بتقديم السلام والخلاص من ضيقات العالم ,فكلما حاول الانسان أن يقترب من السيطرة على هم من هذه الهموم السابق ذكرها يفاجئه العالم بهم أعظم !!

وكل هذا ليس صدفة بل هو بتدبير من يده الله ضابط الكل ومن له أذان للسمع فليسمع ما يقوله الروح ,ومن له عيون فليبصر عمل وتدبير الله .

فكل هذه الهموم والضيقات لُتعلن بوضوح أن الحاجه الشديدة هي للمسيح الحلو ,هو وحده مرُيح النفوس ,ومنقذ الانسان هو راحة كل نفس من كل ضيق ومن كل هم لكن لابد من الايمان بشخصه الالهي .

والثقة في حبه والتسليم له ولمشيئته الصالحة ,وقبول الدخول من الباب الرسمي الوحيد لراحة النفس وهو باب حمل النير وقبول الصليب بكل رضا وقبول وأيمان بقوة من قد سبق وُعلق على الصليب فصنع خلاصا أبدياُ للارض كلها .

هو يدعونا أن نجد راحة كاملة وابدية لنفوسنا ولكن الدخول للراحة من باب الصليب وحمل النير هنا على الارض ,والراحة أكيده ولكن لا يستطيع أحد أن يأخذ الراحة بدون حمل النير والايمان بالمسيح الحلو راحة كل النفوس.

يا يسوع الحلو الراحة الحقيقة لنفسي من كل شيئ ,أنت صادق يارب وكل كلامك حق ,وقد رسمت لي طريق الحياة ووضعت لي باب الدخول الى الحياة والراحة الابدية عن طريق حمل الصليب .

ربي يسوع نفسي تجزع من الصليب تخاف من حمل النير وأنت كل يوم تشجع نفسي أن لا تخاف أبدا من الدخول من باب الصليب والالم ,هذا قانون الهي أنت وضعته من يتألم يتمجد ,من يحمل النير يجد راحة لنفسه .

اشعر بأنني متشوق الان يارب أن تضع في قلبي جراءة وشجاعة من روحك القدوس الساكن في نفسي ,هبني هذه الشجاعة يارب أن أقبل برضا صليبي الذى أنت فصلته من أجلي وهو على مقاسي تماما

عمر طويل وأن أهرب من الصليب وأجزع من الالم وأخاف من الضيقات ,ولكن كشفت يارب لنفسي ,أن خلف هذه الضيقات الفرح الابدي ,خلف الصليب وموت الصليب الحياة الأبدية .

فليس موت الصليب هو فناء أو هلاك بل هو أستعلان للحياة الأبدية ,فأنت عندما قبلت موت الصليب بالجسد تفجرت قوة القيامة فى نفس الجسد وقام الجسد الذي قبل جميع الألم والجروح قام ممجد ونقض جميع الأوجاع والألم بل ظلت فقط آثار الألم على الجسد كدليل وبرهان وتذكرة أبدية للحب وإثارة هذا الحب في القلب على الدوام .

فعندما ألمح صليبى يلوح فى الافق ثبتني يارب ولا تجعلني أهرب بل أسلم نفسي بيدى لصليبى .

عندما يضغط الم الصليب على نفسي وبقوة لكي أفقد أيماني بحبك ,أرجوك هبني معونة خاصة منك وحول نظري يارب من الالم وآثار الالم الى النظر اليك والى شخصك ,لو ثبت نظري في شخصك الالهي ,حينئذا لا يمكن أن تسقط نفسي ابدا تحت سلطان الالم او يتفوق علي نفسي.

نعم لان النظر اليك والتمسك بشخصك حماية وقوة جبارة ترفع نفسي وكياني فوق كل الم وفوق كل ضعف وفوق أى سلطان حتى الموت لا يستطيع ابدا أن يخفض نظرى المثبت في شخصك الالهي يا يسوع.

هذا ليس كلام وتأمل بل هو طريق سلك فيه جميع الاباء القديسين والشهداء وبرهنوا على قوة الثبات في شخصك وقهروا الموت بقبولهم الموت برضا وبهدوء!

ولم يكن أحد منهم يستطيع أن يقبل الموت وجميع الالم والعذبات الا أذا كانت قلوبهم ثابته فيك وفي شخصك الالهي ,انت السر يا يسوع الحلو سر قوة الشهداء ,سر قوة جميع القديسين الذين حملوا الصليب بثبات .

فلهذا نتضرع اليك أن تُعطينا الثبان في شخصك وحبك الالهي والنظر اليك فوق كل شيئ ,وبهذا نقبل برضا الصليب ونستهين بالالم والموت لاننا نمسك فيك ونحبك ولا نريد آخر سوك لك المجد الى الابد أمين.



--

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق