الجمعة، 31 ديسمبر 2010

الصبر فضيلة مسيحية‏

By

Fr aghnatious Ava Biahoy

الصبر فضيلة مسيحية

لكلمة الصبر توجد في اللغة العربية مرادفات ومعاني عديدة منها المثابرة، الأناة، التأني، التسامح، التجلّد، المجالدة، ضبط النفس، تمالك النفس والأعصاب، كظم الغيظ، سعة الصدر، التروي .
الصبر ثمرة من ثمار الروح القدس التي تحتاج الي جهاد ومعرفة في أقتنائها ،كما انها لا تعني عدم العمل او الركون لتدخل الله في حل المشكلات دون البحث في حلها واتخاذ افضل الوسائل للوصول للحل او علاج وانهاء المشكلات التي نواجهها في حكمة وقوة وجهاد
ذلك يعني انه يجب أن نفكر قبل كلّ عمل نقدم عليه. نفكر أولا ثمّ نعمل. هكذا يدرك الإنسان ما يدور حوله يعرف ما الذي يساعده وما الذي يعيقه، ما الربح وما الخسارة من وراء كلّ عمل يقوم به.هكذا يتسرع كثير من الناس في الردّ على كلّ كلمة أو نظرة أو حركة من الغير. وردّهم هذا يمكن أن يكون وبالا عليهم. بالصبر ينبغي ان نشجّعهم على أن يترووا وأن يفكّروا قبل القيام بأي عمل وأن يتعوّدوا ضبط أعصابهم وكبح جماح أنفسهم وإن سمعوا ما لا يرضيهم وأن يكون تعاملهم بروح التسامح وسعة الصدر. نصبر علي انفسنا وعلي الأخرين وحتي علي ما نزرعه ونعمله حتي يأتي اوان جني ثمار التعب ونصبر علي ما يأتي علينا من تجارب وضيقات حتي تعبر.
الصبر عطية إلهية، منحة من الآب السماوي... بالصبر ومحبة الإخوة تنتصرون على تجارب الحياة المستمرّة. عندما يُفتَقَد الصبر، يخمد صلاح النفس وتنمو الخطيئة. الصبر يزيّن النفس بماسات ليست من الأرض بل من أورشليم العلوية. الصبر يزيد من طاعة الكلمات الإلهية التي كُتِبَت في الماضي، وتُكتَب الآن، وسوف تكتَب في المستقبل. الصبر هو المحبة والطاعة. مارسْ الصبر بمحبة أخيك. مارسْ الصبر لتنفع نفسك. يزيد الصبر عندما يهتمّ الإنسان بالله. يجب أن يزيد الصبر لا أن ينقص، إذ عندما ينقص تنمو الخطيئة في حياة الإنسان وينشأ الشر. الصبر هو كلمة عذبة، نَفَس لطيف، سلاح لا يُغلَب، زينة لا تُقَدَّر للرجل، بركة من الله. خلال حياته على الأرض وتعليمه للجموع، لو لم يكن لسيدنا يسوع المسيح صبر في نفسه، ما الذي كان حدث؟ لقد أتى إلى الأرض ليخلّص القطيع التائه ويرفعنا بصبره، ومن ثم ليذهب إلى الجلجلة من أجلنا نحن الخطاة الطائشين. يسود الصبر بهدوء مثمراً في حياة الإنسان الذي لا يؤذي أحداً ولا يتعرّض لأحد، المكتفي بالقليل، والمطيع لوصايا الآب السماوي.
الإنسان الصابر، ينتظر بإيمان تدخل الرب في المشاكل وحلها في الوقت المناسب. فالإيمان يقود إلى الإنتظار، وتسليم الأمر لله إلى أن يشاء الله، ويقدم الشكر مقدماً، ويحصل المؤمن على الرجاء (رو15: 4) الذي يجعله لا يتذمر، بل يشكر باستمرار، فينال ثمر صبره (لو8: 15). ويؤيد هذا الكلام ما جاء في الامثال الشعبية القائلة "اصبر تنول" ، "الصبر طيب"، "الصبر مفتاح الفرج". والصبر دعا إليه الرب يسوع الذي كان مثالاً للصبر العملي والطويل وقال: "الذي يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص" (مت 10: 22)، "بصبركم اقتنوا أنفسكم" (لو21: 19). وقال ميخا النبي "أصبر لإله خلاصي" (مي7: 7). وقال داود النبي "انتظر الرب واصبر له" (مز37: 7)وقال يشوع ابن سيراخ " انتظر بصبر ما تنتظره من الله لازمه و لا ترتدد لكي تزداد حياة في اواخرك" (سيراخ 2 : 3)وقد صبر داود النبي على حروب شاول 39 سنة، حتى مات واستراح من رذائله وحل محله.وقال القديس يعقوب الرسول: "قد سمعتم بصبر ايوبورأيتم عاقبة الرب (يع 5: 11) من استرداد ماله وعياله وصحته وسمعته وبركاته.ويقول القديس بولسالرسول "أنا أصبر على كل شيء" (2تي2: 10).كما قال للكل: "إنكم تحتاجون إلى الصبر" (عب10: 36). وأيضاً "صابرين في الضيق" (رو12: 12) .
وامتدح الانجيل فضيلة الصبر لشعب كنيسة تسالونيكي وقال: "متذكرين عمل ايمانكم، وتعب محبتكم، وصبر رجائكم في ربنا يسوع المسيح" (1تس1: 3)كما امتدح تلميذيه الأسقف تيموثاوس والأسقف تيطس على صبرهما في الخدمة (2تي3: 10، تي2: 2).وأكد الرسول على أن الإنسان المحب والمتضع يصبر على ضعفات الناس ملتمساً لهم العذر كبشر (1كو13).وتحدثسفر الرؤيا عن صبر القديسين والشهداء، على ظلم الأشرار، واضطهاداتهم الظالمة حتى نالوا أكاليلهم في النهاية (رو5: 3)، (يع1: 3) وينبغي علينا أن نصبر مثلهم (1بط2: 20) لنكون معهم، كما قال القديس بولس "بالإيمان والأناة (الصبر) يرثون المواعيد" (عب6: 12). وأيضاً "إنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله (الصبر) تنالون المواعيد" (عب10: 36). فالله يحب ويسند الصابر الشاكر،.وشدد بولس الرسول على أن يكون كل الخدام – على كافة درجاتهم – صبورون في التعامل مع مرضى الروح (الخطاة) (1تي6: 11). وأن يرتضوا باحتمال الآلام والمشاكل بصبر وشكر (2كو6: 4، 12: 12) حتى تعبر.
ويمتليء الكتاب المقدس بنماذج رائعة من الصابرين الشاكرين المنتظرين لوعود الله مهما طال الزمن. مثل أيوب الصديق (يع5: 11) وسمعان الشيخ (لو2: 25) وبولس الرسول ...... وغيرهم كثيرين. فهل نكون مثلهم؟!
أم نتذمر ونتعب نفسياً وروحياً وبدنياً؟وما أكثر أضرار عدم الإحتمال الناتج من عدم فهم الطبيعة البشرية الضعيفة وعدم اللجوء إلى الوسائط الروحية الفعالة لتهدئة الأعصاب (غل5: 22-23)وعلينا ان نعرف جميعاً أن الصبر مُر. ولكن نهايته راحة وفرح، بينما نفاذ الصبر، وعدم الإحتمال، مدعاة لغضب الله، ومجلب لامراض كثيرة نفسية وعصبية وبدنية، واسأل عديمي الصبر، وما أصابهم من عدم احتمالهم وتذمرهم وغضبهم الأحمق .. وتذكر قول يعقوب الرسول: "ها نحن نطوب الصابرين، قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب" (يع5: 11).فأصبر واشكر وانتظر فرج الرب، الذي سوف يأتي في الوقت المناسب.ويجب أن نعلم أن طول البال، من ثمار الروح القدس (غل5: 22)، وليتنا نسرع بالإرتباط بوسائط النعمة لننال فضيبة الصبر والإحتمال
للأب افرايم الأورشليمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق