الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

فضائل ومشاعر مصاحبة للصوم‏


By
Fr aghnatious Ava Bishoy

فضائل ومشاعر مصاحبة للصوم


الصوم مصحوب بالفضائل:

إن الذين يصومون ولا يستفدون من صومهم لابد أنهم صاموا بطريقة خاطئة فالعيب لم يكن فى الصوم وإنما كان فى الطريقة .


وهؤلاء إما صاموا بطريقة جسدانية ولم يهتموا بالفضائل المصاحبة للصوم أوإنهم إتخذوا الصوم غاية فى ذاتها بينما هو مجرد وسيلة توصل إلى غاية والغاية هى إعطاء الفرصة للروح .


إن الصوم هو فترة روحيات مركزة.


فترة حب لله والتصاق به وبسبب هذا الحب ارتفع الصائم عن مستوى الجسد والجسدانيات.هو ارتفاع عن الأرضيات ليتذوق الإنسان السمائيات .إنه فترة مشاعر مقدسة نحو الله على الأقل فيها الشعور بالوجود مع الله والدالة معه .

وهو فترة جهاد روحى:جهاد مع النفس ومع الله وجهاد ضد الشيطان.


أيام الصوم هى أيام للطاقة الروحية وفترة تخزين .


الصوم تصحبه التوبة

الصوم أيام مقدسة يحياها الإنسان فى قداسة .


لابد أن يكون فيها الفكر مقدسا والقلب مقدسا والجسد أيضا مقدسا .


الصوم فترة تريد فيها أن تقترب إلى الله بينما الجطية تبعدك عنه لذلك يجب أن تبتعد عن الخطية بالتوبة لتسطتع الإلتصاق بالله.


فى الصوم يصوم الجسد عن الطعام وتصوم الروح عن كل شهوم أرضية وكل رغبة عالمية وتصوم عن الملاذ الخاصة بالجسد وهكذا تقترب إلى الله بالتوبة فاسأل نفسك:هل أنت كذلك؟


بدون التوبة يرفض الله صومك ولايقبله.


وبهذا تكون لا ربحت سماءا ولا أرضا وتكون قد عذبت نفسك بلا فائدة ...فإن أردت أن يقبل الله صومك راجع نفسك فى كل خطاياك وارجع عنها...لقد أعطانا الله درسا حينما تقدم لمعمودية التوبة قبل صومه.وكان ذلك رمزا.


الصوم تصحبه الصلاة والعبادة

الصوم بدون صلاة يكون مجرد عمل جسدانى.


وهكذا يفقد طابعه الروحى ويفقد فائدته الروحية...


وليس الصوم هو الإكتفاء بمنع الجسد عن الطعام فهذه ناحية سلبية .أما الناتحية الإيجابية فتظهر فى إعطاء الروح غذاءها.


وثقوا أن الله يستجيب لصومكم وصراخكم وينتهر الرياح والأمواج فيهدأ البحر .حقا ما أعمق الصلوات إن كانت فى أيام مقدسة ومن قلوب متذللة أمام الله بالصوم ومتنقية بالتوبة وكم وكم يكون عمقها إن كانت مصحوبة أيضا بقداسات وتناول...


الصوم مصحوب بالتذلل والبكاء

الصوم فترة تنسحق فيها الروح أمام الله بالتوبة والدموع وانكسار القلب واتضاعه فتعرف الذات ضعفها أنها تراب ورماد وتلجأ إلى القوة العليا.


حينما ينسحق الجسد بالجوع تنسحق الروح أيضا.

وفى انسحاقها تتضع وتنحنى النفس أمام الله خاشعة ذليلة معترفة بخطاياها وتذلل النفس يحنن قلب الله وقلوب السمائين جميعا لا.


والإنسان فى اتضاعه وشعوره بضعفه يشعر أيضا بزهد فى كل شئ ولا يتعلق قلبه بأية شهوة فيكلم الله بعمق .


صوم اللسان والفكر والقلب

قال ماراسحق :

"صوم اللسان خير من الفم وصوم القلب عن الشهوات خير من صوم الإثنين" أى خير من صوم اللسان ومن صوم الفم كليهما .


كثيرون يهتمون فقط بصوم الفم عن الطعام وهؤلاء وبخهم الرب بقوله "ليس ما يدخل الفم ينجس الأنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان"(مت 11:15).وهكذا أرانا أن الكلام الخاطئ نجاسة .أيضا قال معلمنا يعقوب الرسول عن اللسان إنه "يدنس الجسد كله"(يع 6:3) فهل لسانك صائم مع صوم جسدك؟وهل قلبك صائم عن الشهوات.


إن القلب الصائم يستطيع أن يصوم اللسان معه.لأنه "من فيض القلب يتكلم اللسان"(مت 34:12) لذلك إن كان قلبك صائما عن الخطية فسيكون لسانك صائما عن كل كلمة بطالة .
والذى يصوم قلبه يمكنه أن يصوم جسده أيضا.


الصوم يصحبه الصدقة

فالذى يشعر فى الصوم بالجوع يشفق على الجوعانين.وبهذه الرحمة يقبل الله صومه وكما قلب "طوبى للرحماء فإنهم يرحمون"(مت7:5).والكنيسة من اهتمامها بالصدقة ترتل فى الصوم الكبير ترنيمة "طوبى للرحماء على المساكين".


كتاب"روحانية الصوم"
لقداسة البابا شنوده الثالث


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق